أظهرت توقعات جديدة أصدرتها مصلحة المدارس السويدية Skolverket أن نظام التعليم سيواجه نقصاً يصل إلى حوالي 10,600 معلم ومربي مؤهل بحلول عام 2038، وذلك رغم انخفاض أعداد الأطفال في البلاد. ووفقاً للتقرير، فإن أبرز النقص سيتركز في مربيات رياض الأطفال، والمعلمين المتخصصين، ومعلمي المدارس المهنية، ومعلمي المرحلة الإعدادية. وقد شددت الهيئة على ضرورة زيادة أعداد الطلاب المتجهين إلى دراسة التعليم، بما في ذلك الحاجة إلى مضاعفة عدد الطلاب في برامج إعداد المعلمين المتخصصين. الحاجة إلى مزيد من الخريجين لسد العجز يقدر التقرير أنه خلال الفترة بين 2024 و2038، يجب تخريج حوالي 145,100 معلم ومربي، في حين أن العدد المتوقع للخريجين في هذه الفترة لن يتجاوز 134,500. هذا الفارق يستدعي زيادة سنوية قدرها 7% في عدد الطلاب الذين يلتحقون ببرامج إعداد المعلمين. ويشير التقرير إلى أن عدد الملتحقين ببرامج المعلمين المتخصصين يجب أن يزيد بنسبة 80%، بينما يجب أن ترتفع نسبة الملتحقين ببرامج معلمي المدارس المهنية بنسبة 70%، وذلك لتلبية الطلب المتزايد في هذه القطاعات. يُعد النقص الأكبر من حيث العدد بين مربيات رياض الأطفال، إذ يمثلن واحدة من أكبر المجموعات المهنية في النظام التعليمي. وعلى الرغم من أن التقرير يشير إلى أن العدد الإجمالي لخريجي المعلمين قد يكون كافياً في بعض التخصصات، إلا أن هناك تفاوتاً واضحاً في الاحتياجات بين مختلف البرامج والتخصصات. فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك فائض في عدد معلمي الأنشطة الترفيهية (fritidshem) والمعلمين المتخصصين، بينما سيكون هناك نقص كبير في معلمي المرحلة الإعدادية والمعلمين المتخصصين في برامج محددة. يتوقع التقرير انخفاضاً كبيراً في أعداد الأطفال واليافعين خلال السنوات القادمة، مما يؤدي إلى تراجع في الطلب على المعلمين في جميع مراحل التعليم باستثناء التعليم الثانوي للبالغين (komvux). ومع ذلك، لا تزال التوقعات تشير إلى نقص في عدد المعلمين المؤهلين. ويرجع السبب في ذلك إلى تراجع عدد الطلاب الجدد الملتحقين ببرامج التعليم في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى زيادة عدد المعلمين الذين يغادرون المهنة أو لا يعودون إليها. وأبرز هذه الظاهرة تظهر بين مربيات رياض الأطفال، حيث ارتفعت معدلات ترك العمل مقارنةً بالتوقعات السابقة. حاليًا، 73% من المعلمين العاملين في السويد مؤهلون. ومع ذلك، فإن أكثر من 25,000 وظيفة معلم بدوام كامل يشغلها معلمون يدرّسون مواد أو في مستويات تعليمية ليسوا مؤهلين لها. تشير الهيئة إلى أهمية تقديم تدريب إضافي لهؤلاء المعلمين لتحسين كفاءاتهم وزيادة نسبة المعلمين المؤهلين في المدارس. الحلول المقترحة لضمان استقرار طواقم التعليم للتصدي لهذه التحديات، ترى الهيئة أن هناك حاجة إلى استراتيجيات متعددة تشمل تحسين ظروف العمل للمعلمين ومربيات رياض الأطفال، وتوفير بيئة عمل آمنة ومستدامة، بالإضافة إلى تمكين المعلمين من التركيز على مهامهم الأساسية المتمثلة في التخطيط والتدريس وتقييم الأداء. كما شددت الهيئة على أهمية تقليل معدل تبديل المديرين وتحسين ظروف عملهم ليتمكنوا من ممارسة قيادتهم التربوية بفعالية. باختصار، توضح الهيئة أن ضمان توفير عدد كافٍ من المعلمين المؤهلين في السويد يتطلب بذل جهود متضافرة على مستوى التعليم والتوظيف والاحتفاظ بالكفاءات، بالإضافة إلى تحقيق توزيع عادل للموارد البشرية بين مختلف المناطق والمراحل التعليمية.