أصدرت محكمة في مدينة فيكخو السويدية، اليوم الأربعاء، حكمها في قضية مقتل الشابة شهيدة، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي وُجدت جثتها محترقة في مكان للشواء في منطقة Lessebo بو العام الماضي، في واحدة من أبشع جرائم الشرف التي شهدتها البلاد. وأدانت المحكمة والد شهيدة، أززو رحمن عزيزي (44 عاماً)، بالسجن المؤبد، فيما حكمت على شقيقها الأكبر زفران عزيز عزيزي (23 عاماً) بالسجن لمدة 16 عاماً، بعد أن ثبت أنهما قاما بقتلها خنقاً وإحراق جثتها مرتين، في محاولة لـ«الحفاظ على شرف العائلة»، بحسب ما ورد في لائحة الاتهام. في المقابل، برأت المحكمة الأم من جميع التهم، مشيرة إلى عدم وجود أدلة كافية تثبت مشاركتها في الجريمة، بل لم تستبعد المحكمة احتمال أنها حاولت منع خنق ابنتها قبل أن يتم سحبها من السيارة من قبل الأب وتثبيتها، بينما كان الشقيق ينفذ عملية القتل. خلفية الجريمة كانت شهيدة تعيش بهوية محمية وتبلغ السلطات منذ سنوات عن تعرضها للاضطهاد بسبب الشرف، بما في ذلك التهديدات، والرقابة الاجتماعية، والعنف النفسي والجسدي. وكان والدها يرفض زواجها من رجل اختارته بنفسها، مفضلاً تزويجها من ابن عمها. وعلى الرغم من المخاطر، قررت شهيدة العودة إلى منزل العائلة في ليسه بو في أبريل 2023، على أمل أن تتقبل الأسرة زواجها. وبعد أسابيع من ذلك، اختفت فجأة. زوجها، الذي لم يتمكن من التواصل معها، أبلغ الشرطة عن اختفائها، مؤكداً أنها كانت برفقة أسرتها عند آخر تواصل. وفي مايو من العام نفسه، عُثر على جثة متفحمة في أحد الملاجئ الحرجية، وقد تعذر في البداية تحديد هوية الضحية بسبب شدة التشويه. وبعد التحقيقات، تبين أن الجثة تعود لشهيدة. تفاصيل الجريمة تشير التحقيقات إلى أن شهيدة قُتلت خنقاً بواسطة شالها الخاص داخل سيارة، قبل أن تُنقل جثتها ليتم إحراقها مرتين في محاولة لإخفاء معالم الجريمة. وذكرت النيابة العامة أن الجريمة كانت بدافع الحفاظ على ما سمته العائلة بـ«الشرف». واعترف الشقيق زفران خلال التحقيقات بأنه هو من قام بعملية الخنق، لكنه أوضح أن ذلك جرى بتحريض من والده. من جهته، أنكر الأب تورطه في الجريمة، متهماً ابنه بالكذب. اعتبرت المحكمة أن الأدلة المقدمة ضد الأب والابن كافية لإدانتهما، بينما لم تجد ما يثبت تواطؤ الأم. ووفقاً للحكم، فإن الجريمة تشكل انتهاكاً جسيماً للقانون والكرامة الإنسانية، خصوصاً بالنظر إلى دوافعها المرتبطة بمفاهيم مغلوطة عن الشرف.