وسط أجواء من الحزن والأسى، اجتمعت عائلة وأصدقاء سليم إسكيف، 28 عاماً، في كنيسة القديسة ماريا في فاربيرغا، لتوديعه في جنازة مهيبة، بعدما كان يستعد للاحتفال بزفافه في الصيف المقبل. من الزفاف إلى الفراق كان من المفترض أن يكون هذا الصيف بداية حياة جديدة لسليم، حيث كان يخطط لدخول القفص الذهبي مع شريكة حياته، إلا أن القدر شاء أن تتحول تحضيراته للفرح إلى مراسم وداع. اقرأ أيضاً: السويد في حداد.. مئات يودعون الشاب السوري سليم اسكيف في أوربرو بحسب يوحنا شامون، صاحب مكتب لتنظيم الجنازات، فإن الزهور التي تزين الجنازة جاءت باللون الأبيض، تماشياً مع التقاليد السريانية الأرثوذكسية التي تقتضي استخدام هذا اللون عند وداع الشباب الراحلين في عمر مبكر. نظرة الوداع الأخيرة قبل التوجه إلى الكنيسة، طلبت العائلة التوقف عند المنزل الجديد الذي اشتراه سليم وخطيبته، حيث كانا يخططان للانتقال إليه بعد الزفاف، لكن القدر حال دون تحقيق هذا الحلم، ليصبح المنزل محطة وداع أخيرة. اقرأ أيضاً: كان يستعد لحفل زفافه.. شاب سوري بين ضحايا هجوم مدرسة أوربرو رغم التكلفة العالية للجنازات، إلا أن المجتمع المحلي تكاتف لدعم العائلة في مصابها، حيث قدمت الكنيسة خدماتها مجاناً، فيما تبرعت شركة تنظيم الجنازات بتنسيق الورود حول النعش. مع بدء وصول أفراد العائلة والأصدقاء إلى الكنيسة، كان الحزن يخيم على الأجواء، فيما كان يوحنا شامون ووالده يضعان اللمسات الأخيرة على الزهور المحيطة بالنعش. قال يوحنا، بينما كانت العائلة تستعد لتوديع سليم للمرة الأخيرة "لا يمكننا استيعاب ما حدث، إنه أمر يفوق الخيال". يُذكر أن حادثة إطلاق النار في مدرسة ريسبيرسكا في أوربرو أودت بحياة عشرة أشخاص وأصابت ستة آخرين، ما زاد من صدمة المجتمع المحلي. في عام 2015، فرّ سليم اسكيف، 29 عامًا، من الحرب في سوريا بحثًا عن الأمان في السويد، حيث حصل لاحقًا على الجنسية السويدية وبدأ مسيرته في دراسة الرعاية الصحية، وكان على وشك التخرج. إلى جانب طموحاته المهنية، كان يستعد لمرحلة جديدة من حياته، فقد كان مقررًا أن يتزوج خطيبته كاريين إليا في 25 يوليو المقبل بحسب التلفزيون السويدي SVT. كل شيء كان جاهزًا؛ القاعة حُجزت، فستان العروس جُرّب، والأحلام باتت قريبة من التحقق. لكن بدلاً من التحضير لحفل زفافه، اجتمعت عائلته اليوم لتوديعه بعد أن سقط ضحية في هجوم مدرسة ريسبيرسكا في أوربرو.