أكدت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينرغارد، أن السويد، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، تخوض مواجهة طويلة الأمد ومعقدة مع روسيا، مشيرة إلى أن البلاد تمر بمرحلة صعبة تتطلب تعزيز التعاون مع الحلفاء الدوليين. جاء ذلك خلال عرضها لإعلان السياسة الخارجية للحكومة السويدية أمام البرلمان، حيث شددت على ضرورة التمسك بالعلاقات الاستراتيجية مع الحلفاء، قائلة: "نعيش في أوقات صعبة، ومن الضروري أن نقف إلى جانب شركائنا." وأشارت إلى أن التضامن الدولي مع السويد بعد الهجوم المسلح المروع في أوربرو يعكس أن البلاد ليست وحدها، مشيدة بالدعم الذي أظهره المجتمع الدولي. دعم متواصل لأوكرانيا وسط احتمالات لإجراء مفاوضات سلام جددت وزيرة الخارجية التزام السويد بدعم أوكرانيا، مؤكدة أن هذا الدعم سيظل أولوية مطلقة للسياسة الخارجية السويدية. وأشارت إلى أن هناك احتمالات لبدء محادثات سلام خلال العام الجاري، لا سيما مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها أكدت أن القرار النهائي بشأن المفاوضات يعود بالكامل إلى أوكرانيا. وأضافت:"الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر متى وكيف ستبدأ المفاوضات. نحن نركز بشكل واضح على تعزيز موقفها التفاوضي." الجدل حول خفض المساعدات المقدمة لـ UNRWA شهدت الجلسة البرلمانية انتقادات حادة من قبل مورغان يوهانسون، المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث انتقد قرار الحكومة تعليق المساعدات المقدمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA). وقال يوهانسون: "السويد تخذل الفلسطينيين في وقت هم في أمسّ الحاجة إلى الدعم الإنساني." وأشار إلى أن *دولًا مثل ألمانيا وفرنسا لا تزال تواصل تمويل الوكالة، بينما اختارت السويد وقف الدعم، مما يثير تساؤلات حول التزامها الإنساني." من جانبه، ركز هوكان سفينيلينغ، المتحدث باسم حزب اليسار، على علاقة السويد بالولايات المتحدة، داعيًا الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح ضد تصريحات دونالد ترامب بشأن غزة. كما طالب بإنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي (DCA) مع الولايات المتحدة، خاصة بعد انتخاب ترامب رئيسًا للبلاد. رد الحكومة: التزام بالمساعدات الإنسانية ورفض "الدعاية التخويفية" في ردها على الانتقادات، أكدت ستينرغارد أن السويد لا تزال تقدم 800 مليون كرونة كمساعدات لغزة، إضافة إلى الدعم المستمر للمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة. وقالت: "السويد واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، وسنواصل التزامنا بدعم الفئات الأكثر احتياجًا." أما بشأن انتقادات حزب اليسار، فقد اعتبرت ستينرغارد أن موقف الحزب يعكس رؤية انعزالية لا تخدم مصالح السويد، مضيفة: "حزب اليسار يريد أن يجعل السويد ضعيفة ومعزولة، فهم يستغلون كل فرصة لدفع هذا التوجه. إنهم ينشرون دعاية تخويفية لا تعكس المصالح السويدية الحقيقية."