أجرت صحيفة Svenska Dagbladet لقاء مع وزيرة الخارجية آن ليندي حول الوضع المتوتر بين الغرب وروسيا، وفيما إن كان هناك مخاطر مباشرة على السويد. إليكم ملخص لما جاء فيه:تقول الوزيرة: لا أرى تهديداً مباشراً ضدّ السويد، التهديدات جميعها ضدّ أوكرانيا. لكن على المدى الطويل هناك تهديد للسويد إذا ما تغيّر نظام الأمن الجماعي الأوروبي.حاولت الوزيرة شرح الوضع وفقاً لما تراه، فقالت بأنّ المخاوف في الغرب من هجوم روسي على أوكرانيا وصلت إلى مستويات جديدة مع وصول وحدات روسيّة إلى بيلاروسيا على الحدود الشمالية مع أوكرانيا.وزيرة الخارجية آن لينديFoto TTكما قدمت روسيا مطالب مكتوبة وواضحة إلى الولايات المتحدة بأن يسحب الناتو وحداته وأسلحته بعد عام 1997، وهذا وفقاً للوزيرة يؤثر على أجزاء كبيرة من أوروبا الشرقية. الناتو لا يقبل المطالب والغرب يرى في المطالب محاولة لإعادة تحديد نظام الأمن الأوروبي.كان ردّ الناتو على المطالب الروسية بأن أرسل طائرات وسفن إلى أوروبا. يوم الاثنين أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الولايات المتحدة يمكنها إرسال 8500 جندي، وبأنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحضران لفرض المزيد من العقوبات ضدّ روسيا. وتمّ نصح السويديين بعدم السفر إلى أوكرانيا في الرحلات غير الضرورية.رئيس روسيا فلادمير بوتينFoto TTتحدثت وزيرة الخارجية بأنّ لديها موقفاً إيجابياً من المباحثات الدبلوماسية بين الناتو وروسيا، لكنّها لا تعلّق آمالاً على هذه المباحثات.أضافت الوزيرة في محاولة وصف الوضع: "خطير جداً... يمكن أن يتحوّل إلى الجحيم كلياً".لكنّ الوزيرة شددت بأنّها وبقيّة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لا يعتقدون بأنّ روسيا تخطط لاجتياح واسع النطاق لكامل أوكرانيا. وبأنّ هذه التقديرات مبنية على مجموعة من المعلومات الاستخبارية. يذهبون في اعتقادهم إلى أنّ الأنشطة العسكرية ستكون موجهة ناحية المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في أوكرانيا.كما تحدثت الوزيرة عن توقعها بأنّ الهجوم الروسي قد يكون بعدّة أشكال، أو بأشكال هجينة، مثل الهجوم على الكهرباء أو إمدادات المياه. وبأنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متفقان على فرض عقوبات مالية شديدة ضدّ روسيا.لكنّ الوزيرة أضافت بأنّها لن تعلن عن هذه العقوبات وعمّاذا ستشمل، فبحسب رأيها سيكون هذا أمراً ليس حكيم، وسيساعد روسيا على القيام بتقدير للتكاليف.رفضت الوزيرة ليندي أن تعلّق على ما أورده الرئيس الأمريكي من أنّ العقوبات قد تكون مباشرة ضدّ الرئيس الروسي بوتين، وفيما إن كانت السويد ستدعم مثل هذا التوجه وبأنّ مهمتها لا تشمل مراجعة ما يقوله الرئيس الأمريكي. لكنّها شددت على أنّ الاتفاق مع وزير الخارجية الأمريكي أنّهم لن يقفوا ساكنين حتّى لو كان التدخل الروسي في أوكرانيا صغيراً.وبما أنّ السويد ليست عضواً في الناتو، فقد أجابت الوزيرة ليندي على مدى التعاون بأنّه متزايد ومعقد ومستمر، وخاصة مع وجود دعم من البرلمان، بات هناك تبادل معلومات وتدريبات مشتركة.FotoFredrik Sandberg/TTأمّا بخصوص الانضمام إلى الناتو، فقد راوغت الوزيرة ليندي بالحديث عن عدم القدرة على التكهن بما يحدث بعد مئة عام من الآن، لكن في الوقت الحالي ترغب الحكومة بالحفاظ على حرية الحركة العسكرية.وعند سؤالها عن سبب اقتناعها بأنّ بقاء السويد خارج الناتو أكثر أماناً، قالت بأنّ الأمر يساهم في التهدئة في المنطقة. وأنّ ذلك لا يعني عدم التعامل بشكل وثيق مع الناتو، أو القيام بتعزيز القدرات الدفاعية السويدية كما يحصل في فنلندا، ولكنّه يبقي السويديين خارج الحروب.وشددت الوزيرة على أنّ السويد ليست حيادية، بل هي ليست عضوة في حلف عسكري فقط، وبأنّها ترى مع حكومتها بأنّ بند واجبات الدفاع المشترك مع بقيّة أعضاء الناتو هو أمر إشكالي.أمّا تعليق الوزيرة على دعوة حزبي الوسط والمحافظين للجنة الدفاع البرلمانية للاجتماع وتقديم اقتراحات للوضع، فكان بارداً وغير مرحّب، فقد اعتبرت أنّ مسؤولية لجنة الدفاع التحضّر لقرارات الدفاع طويلة الأمد وتقديم تحليلاتهم بشأنها، أمّا الأوضاع الحادة فليست من مسؤولياتها.وكان ردّ ليندي على انتقادات المعارضة للحكومة بخصوص عدم التعاطي الجدي مع الاقتراحات الروسية لحلّ الأزمة، بالقول بأنّ هذه الاقتراحات قد تمّ تقديمها من قبل بشكل شفهي في ستوكهولم آخر العام الماضي، وبأنّها عبّرت عن موقفها الرافض لها هي ووزير الدفاع الأسبق.