أكد وزير العدل السويدي، غونار سترومر، أن حادثة إطلاق النار في مدرسة ريسبيرسكا بمدينة أوريبرو، التي أسفرت عن مقتل 11 شخصًا وإصابة آخرين، تعتبر من أخطر الهجمات التي شهدتها السويد على الإطلاق. وقال سترومر خلال مؤتمر صحفي اليوم: "هذا هو أكبر حادث إطلاق نار جماعي تتعرض له السويد، وما حدث بالأمس يترك صدمة كبيرة في مجتمعنا بأكمله." وأشار إلى أن العديد من طلاب المدرسة كانوا شهودًا مباشرين للهجوم، حيث اضطروا للفرار للنجاة بحياتهم، بينما حاول البعض مساعدة الجرحى، مما جعل الحادثة بمثابة كابوس حي لكل من كان حاضرًا. دعوات لعدم نشر التكهنات حول دوافع الهجوم شدد وزير العدل السويدي على ضرورة تجنب نشر الشائعات والتكهنات حول الدوافع وراء الجريمة، مؤكدًا أن الشرطة لا تزال في مرحلة التحقيق. وقال سترومر: "لدينا مسؤولية كبيرة كسياسيين في عدم السماح بانتشار التكهنات أو المعلومات غير المؤكدة حول ما حدث. علينا انتظار نتائج التحقيق لمعرفة الحقيقة الكاملة." كما أكد أن الشرطة تعمل على رسم صورة واضحة حول خلفية الجاني وأسباب ارتكابه الهجوم، وهو رجل في منتصف الثلاثينيات، كان يحمل رخصة سلاح ناري لكنه لم يكن معروفًا لدى الشرطة مسبقًا. تعزيز إجراءات الأمن المدرسي وأشار سترومر إلى أن الحكومة تعمل بالفعل منذ سنوات على تحسين إجراءات الأمان في المدارس السويدية، مستذكرًا هجمات سابقة وقعت في مالمو عام 2022 وترولهيتان عام 2015، والتي دفعت السلطات لتعزيز التدابير الأمنية داخل المؤسسات التعليمية. وأضاف: "لدينا استراتيجية واضحة تشمل تحسين الأمن المادي حول المدارس لمنع دخول أشخاص غير مصرح لهم، إلى جانب تطوير آليات وقائية للكشف المبكر عن الأفراد الذين قد يكونون في دائرة الخطر لارتكاب مثل هذه الجرائم." كما أوضح أن المجلس السويدي لمكافحة الجريمة (Brå) أطلق في ديسمبر 2023 منصة إلكترونية لمساعدة السلطات المحلية في تطوير استراتيجيات وقائية ضد حوادث إطلاق النار في المدارس. "نحتاج إلى وقت لفهم التأثيرات طويلة المدى لهذا الهجوم" وأشار سترومر إلى أن المجتمع السويدي يعاني من صدمة نفسية جراء الحادث، مما يولد مشاعر الحزن، والغضب، والخوف لدى العديد من المواطنين. وأكد أن الحكومة ستواصل دراسة التأثيرات طويلة الأمد لهذا الحادث على المجتمع، قائلًا: "علينا التريث ومواصلة العمل لمعرفة ماذا يعني هذا الحادث بالنسبة لمستقبلنا كدولة." واختتم حديثه بدعوة الجميع إلى التعاون مع السلطات وانتظار نتائج التحقيق، مشددًا على ضرورة منح الشرطة الوقت اللازم لإجراء تحقيق شامل من أجل إحقاق العدالة للضحايا وعائلاتهم. ملخص عن الحادث.. وقعت الحادثة عند الساعة 12:30 ظهرًا، حيث تلقّت الشرطة بلاغًا عن هجوم مسلح داخل المدرسة. الجاني، وهو رجل في منتصف الثلاثينيات، بدأ بإطلاق النار عشوائيًا داخل المبنى مستخدمًا أسلحة نارية ثقيلة. وفقًا للشرطة، تم تأكيد مقتل 11 أشخاص وإصابة آخرين، بعضهم في حالة خطيرة. الشرطة تعاملت مع الحادث على أنه هجوم خطير يشمل تهديدًا لحياة العامة، ما دفعها إلى إغلاق المنطقة واحتجاز الطلاب والموظفين داخل المدرسة لحمايتهم. أجهزة الأمن نفّذت عملية واسعة النطاق بمشاركة وحدات الشرطة الخاصة والفرق الطبية، وتم إعلان حالة الطوارئ في مستشفى أوريبرو الجامعي لاستقبال المصابين. المشتبه به كان يحمل رخصة سلاح ناري، ولم يكن معروفًا لدى الشرطة مسبقًا، كما لم تكن لديه أي صلات بالعصابات الإجرامية أو الجماعات الإرهابية. المشتبه تم وصفه بأنه منعزل اجتماعياً ويعاني مشاكل نفسيه بحسب مقربين منه وبأنه كان عاطل عن العمل الشرطة عثرت على السلاح بجوار الجاني، وتشير التقارير إلى أنه أطلق النار على نفسه أثناء المواجهة مع الشرطة. التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الدوافع وراء الهجوم، حيث لم يتم تحديد أي سبب واضح حتى الآن. الأجهزة الأمنية قامت بتفتيش منزل المشتبه به بعد الحادثة بحثًا عن أدلة إضافية.