أخبار السويد

يافلبوري: الأهل يهددون بسحب أطفالهم إن لم يلتزم المدرسون «بمعايير الشرف»!

يافلبوري: الأهل يهددون بسحب أطفالهم إن لم يلتزم المدرسون «بمعايير الشرف»! image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

جرائم شرف السويد يافلبوري

Foto- Fredrik Sandberg مشاكل (الشرف) في يافلبوري

صدر تقرير بتكليف من مقاطعة يافلبوري Gävleborg، عن الجرائم والسلوك المرتبط بمعايير الشرف في مرحلة ما قبل المدرسة Förskolans، وقد كانت النتائج سيئة وتشير إلى مشاكل كبيرة تجعل المدرسين والمشرفين غير قادرين على تطبيق القانون والتعامل مع الأطفال دون تمييز، منها تهديد الأهل بسحب أطفالهم إن لم يلتزم المدرسون والمشرفون بالمعايير التي يضعونها لأطفالهم. 

تتراوح هذه المشكلة في فداحتها بين بلدية وأخرى من البلديات التابعة لمقاطعة يافلبوري. لهذا تواصلتُ مع أكبر بلديات المقاطعة، ومنها سودرهامن Söderhamn، لاستفهم عن الموضوع. إنّ السبب الذي يدفعنا نتواصل مع البلديات لفهم الموضوع والإجراءات، هو ما أخبرتني به هيلين دالبوم Helén Dahlbom، مسؤولة التنمية في مهمة إدارات المقاطعات لمنع ومكافحة عنف الرجال ضد النساء، عندما تحدثت معها بشأن التقرير. فالمقاطعة، ورغم أنّها من موّلت التقرير، ليست من مسؤوليتها الجانب الإجرائي في تنفيذ توصياته، أو الانتباه للتفاصيل التي أدّت له، ولهذا فهي من مسؤولية البلديات.

لهذا تواصلتُ مع البلديات، وفي هذا المقال سأتحدث عن الردود التي تلقيتها من أنيتا أولوفسون Agneta Olofsson، مديرة العمليات لمرحلة ما قبل المدرسة في بلدية سودرهامن Söderhamn، وعبر التواصل معها توصّلت إلى بعض الإجابات المهمة.

نظرة عامة على التقرير

تم تحديد العنف والقمع المرتبطين بالشرف (HRV) كتحديات كبيرة لمتخصصي الرعاية الاجتماعية في مرحلة ما قبل المدرسة، والخدمات الاجتماعية، والقضاء في السويد. أشار التقرير إلى أنّه غالباً ما يتم تنشئة الفتيات في ثقافات الشرف في سن مبكرة للحفاظ على عذريتهن ويخضعن لآليات مراقبة مختلفة، مما يحد بشدة من تطورهن الشخصي وحريتهن. وأنّه يتم إعداد الأولاد ليصبحوا أوصياء على شرف الأسرة، وخاصة فيما يتعلق بالسلوك الجنسي للقريبات.

يشير التقرير أيضاً إلى أنّه غالباً ما تتعارض مهمة مرحلة ما قبل المدرسة المتمثلة في غرس القيم الديمقراطية والمساواة بين الجنسين والحقوق الفردية مع المتطلبات المتعلقة بالشرف لدى بعض الآباء. يمكن أن تشمل هذه المطالب الفصل بين الجنسين في الأنشطة، وقواعد اللباس المحتشمة للموظفات، والتفاعلات بين الذكور فقط خلال اجتماعات أولياء الأمور والمعلمين.

ربّما الأكثر أهمية أنّ التقرير لاحظ وجود معايير الشرف في رياض الأطفال لدى الأولاد الذين يرفضون اتباع الحدود التي وضعتها الموظفات، وقيام الأولياء باختيار رياض الأطفال على أساس التزامهم بمعايير الشرف.

عنى هذا أنّ موظفي مرحلة ما قبل المدرسة، وخاصة أولئك الذين لديهم خلفيات عرقية سويدية، يجدون أنفسهم في وضع لا يسمح لهم بتحدي المطالب المتعلقة بالشرف بسبب الخوف من وصفهم بالعنصرية. هذا الخوف يمكن أن يمنعهم من تطبيق قيم مرحلة ما قبل المدرسة والوفاء بواجباتهم المهنية بشكل فعال.

أمّا الموظفون الذين تعود أصولهم إلى ثقافات الشرف، فيجدون صعوبات في الموازنة بين المسؤوليات المهنية والولاءات الشخصية، مما يؤثر على قدرتهم على معالجة القضايا المرتبطة بمعايير الشرف بشكل مناسب.

Foto: Ali Lorestani

كيف تعاملت سودرهامن؟

من المهم أن نفهم ونتعرّف على الاستراتيجيات المحددة التي نفذتها بلدية سودرهامن للكشف عن التحديات المتعلقة بالشرف ومنعها في مرحلة ما قبل المدرسة.

تقول أنيتا أولوفسون Agneta Olofsson ردّاً على استفسارنا: «لدينا خطة عمل، ولكن مع انخفاض عدد العائلات ذات الخلفية المهاجرة، انخفضت وتيرة العمل. لقد أجرينا الآن مراجعة وألقينا محاضرة لجميع الموظفين مع Devin Rexvid. سنقوم بمراجعة خطة العمل ومواصلة العمل على مراجعة هذه القضية».

هدف استقلال ومساواة الأطفال

إذاً، تقول أولوفسون بأنّ استراتيجيات البلدية ستكون معدّلة ومناسبة في المرحلة القادمة. لكن كيف ستتكامل هذه الاستراتيجيات مع الأطر القائمة بالفعل لمرحلة ما قبل المدرسة، والتي كانت موجودة وسمحت بالممارسات المخالفة لتعزيز المساواة والاستقلال بين الأطفال؟

تقول أنيتا: «نحن نعمل باستمرار على قدم المساواة، وأن لكل شخص الحق في الاختيار على أساس المصلحة وليس الجنس أو الأعراف. إنه العمل الذي نتحدث عنه باستمرار مع جميع الأوصياء».

ماذا عن تهديدات الأهل؟

كما قلنا، فقد أشار التقرير إلى أنّ بعض الأهل، أولياء الأطفال، يضغطون على الطاقم في المدرسة من أجل تطبيق ما يريدونه من معايير، وإلّا فإنّهم سيقومون بسحب أطفالهم من المدرسة. في الحقيقة هذا أمر يستحق الانتباه، فما هي العواقب المحتملة إذا نفذ أولياء الأمور تهديداتهم بسحب بناتهم من المدرسة كما ورد في التقرير؟

تشير أنيتا بأنّ هذا الأمر، ورغم أنّه مذكور في التقرير بشكل عام، فهو لم يحدث في بلدية سودرهامن، ولا يوجد أيّ تقارير خاصة عن وجوده. ولهذا كان الرد: «لم نكن جزءاً ممّا ذُكر، ولكن بالطبع هكذا تقرير  يثير القلق لدى الخدمات الاجتماعية. لهذا فإنّه سيدعو إلى إجراء محادثة مع الأهل».

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©