تقوم منظمة بلجيكية غير حكومية باستخدام قصاصات من شعر الإنسان لامتصاص الملوثات البيئية في مشروع لدعم الاقتصاد الدائري، حيث تقوم شركة Dung Dung البلجيكية غير الربحية، التي تعمل على تطوير مشاريع إعادة تدوير الشعر بغرض تحقيق المنفعة الاقتصادية، بقيادة هذا المشروع، إذ يتم جمع قصاصات من مُصففي الشعر في جميع أنحاء البلاد، ووضعها في آلات تحوله إلى مربعات متشابكة يمكن استخدامها لامتصاص النفط والمواد الهيدروكربونية الأخرى الملوثة للبيئة.تجدر الإشارة إلى أنه يمكن وضع هذه المربعات المتشابكة من الشعر في مصارف المياه لتنقية المياه قبل وصولها إلى النهر. كما يمكن استخدامها للتعامل مع مشاكل التلوث الناتجة عن الفيضانات ولتنظيف الانسكابات النفطية، حيث يمكن أن يمتص الكيلوغرام الواحد من الشعر سبعة إلى ثمانية لترات من الزيت والهيدروكربونات.في هذا الصدد، يقول المؤسس المشارك للمشروع، باتريك يانسن، إن منتجات الشركة تعتبر أكثر أخلاقيةً نظراً لتصنيعها محلياً وعدم اللجوء إلى استيرادها من الجانب الآخر من الكوكب. مشيراً إلى أنه يتم تصنيعها في بلجيكا للتعامل مع المشاكل المحلية.تصنيع مربعات متشابكة من الشعر البشريمن الجدير بالذكر أنه يمكن استخدام الشعر كسماد للحدائق، إذ يُعتبر غنياً بالنيتروجين. كما تعمل العديد من الشركات على تضمين استخدامه في مواد البناء. هذا وتستخدم شركة Biohm للتصنيع الحيوي، ومقرها لندن، نفايات شعر الإنسان لإنتاج بدائل لمواد الألواح الخشبية والأشياء ثلاثية الأبعاد. وفي أسبوع لندن للتصميم لهذا العام، كشف استوديو Sanne Visser عن تصنيعه لأدوات منزلية تضم خصلات من شعر الإنسان.هذا ويُشيد مشروع إعادة تدوير الشعر على موقعه على الإنترنت بالخصائص القوية للشعر، إذ يمكن أن تدعم خصلة واحدة ما يصل إلى 10 ملايين ضعف وزنها. فضلاً عن امتصاص الشعر للدهون والهيدروكربونات فهو قابل للذوبان في الماء ومرن للغاية بسبب احتوائه على ألياف الكيراتين.إعادة تدوير الشعر البشري في صالونات الحلاقةمن جهتها، أعربت مديرة صالون Helyode في بروكسل، إيزابيل فولكيديس، وهي واحدة من عشرات مُصففي الشعر في البلاد الذين يدفعون رسوماً رمزية للمشروع لجمع قصاصات الشعر، إن هذا المشروع يُحفزها شخصياً، إذ تجد أن التخلص من الشعر غير منطقي ويُمكن الاستفادة منه بشكل كبير.