أخبار-السويد

يوناس مرشّح اليسار الأول: "يجب تغيير ظروف العمل التي تشبه العبودية"

يوناس مرشّح اليسار الأول: "يجب تغيير ظروف العمل التي تشبه العبودية" image

عروة درويش

أخر تحديث

Aa

العمل في السويد

Foto: Andres Wiklund/TT

مع بدء التصويت المبكر في انتخابات البرلمان الأوروبي، ومع اقتراب السويد من منعطف حاسم آخر في مشاركتها في الحكم الأوروبي، يقدم حزب اليسار مرشحه الأول يوناس خوستيدت Jonas Sjöstedt، الذي يقول بأنّ على السويد لا أن تسعى لتشكيل السياسة داخلها وحسب، بل في مختلف أنحاء أوروبا. لهذا وضمن تغطية "أكتر" للمرشحين للانتخابات الأوروبية من داخل السويد، تواصلنا مع مكتب يوناس الصحفي، ووجهنا له بعض الأسئلة التي نراها مهمّة لجمهور "أكتر"، وعلى رأسها مسألة المهاجرين والفئات الضعيفة.

دور البرلمان الأوروبي في مستقبل السويد

ينظر يوناس وحزب اليسار إلى البرلمان الأوروبي باعتباره ساحة حاسمة يتم فيها اتخاذ القرارات التي تشكل الحياة اليومية للسويديين. فمن أسعار المستهلك إلى الأنظمة البيئية وقوانين العمل، يرى يوناس بأنّ تأثير الاتحاد الأوروبي واسع الانتشار. يقول في هذا الخصوص: "يؤثر الاتحاد الأوروبي على حياتك كل يوم. كل شيء بدءاً من ارتفاع فاتورة الكهرباء الخاصة بك، ومدة نوبات العمل، وحتى وصول القطار في الوقت المحدد، كلّها تتأثر بالقوانين والمبادئ التوجيهية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي. من الممكن تحويل مجتمعنا لمعالجة أزمة المناخ. من الممكن خفض أسعار المواد الغذائية والكهرباء. من الممكن تحسين الرعاية الاجتماعية، وبناء مساكن جيدة، وخلق فرص عمل آمنة". 

بالنسبة ليوناس، البرلمان الأوروبي قادر على فعل الكثير، ولكنّه يشترط لحدوث ذلك الوقوف في وجه اليمين، ولهذا أضاف: "يمكننا بناء عالم أكثر مساواة، ومحاربة الحروب والصراعات، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن علينا أن نغيّر اتجاه سياستنا. وبعيداً عن اعتقاد اليمين بأن السوق سوف يحلّ كل شيء، يجب تحميل السياسيين مسؤولية خلق الرخاء والرفاهية التي يستفيد منها الجميع. يلعب تصويتك في انتخابات الاتحاد الأوروبي دورًا حاسمًا في كيفية تطور السويد والعالم في السنوات القادمة. استخدمه، قم بالتصويت لحزب اليسار السويدي".

ماذا عن اللجوء وهجرة العمل؟

لكن، ولأنّ مواضيع الهجرة والإقامة وغيرها تهمنا بشكل خاص في "أكتر"، أردتُ أن أعرف وجهات نظر مرشح اليسار حول الهجرة إلى السويد وبقية أوروبا، فإذا ما نظرنا إلى المناخ السياسي الحالي في أوروبا، فما هي السياسات التي يجب تبنيها برأي المرشح لمعالجة مشاكل الهجرة؟

كان يوناس واضحاً ومباشراً في هذه القضية، حيث قال: "إنّ طلب اللجوء هرباً من الاضطهاد هو حقّ من حقوق الإنسان. يحمي حزب اليسار هذا الحق ويرى أنه من البديهي أن يتمّ احترامه في كلّ من السويد والاتحاد الأوروبي". 

لكن ماذا عن التفاصيل؟ من الجيد أن يكون المبدأ واضحاً، ولكن ماذا عن التنفيذ؟ يجب يوناس قائلاً: "لسنوات عديدة، استثمر الاتحاد الأوروبي موارد كبيرة في محاولة منع الناس من الفرار حتى قبل وصولهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي. تدفع الأحزاب اليمينية نحو تشديد سياسات الهجرة بشكل أكبر، مع مقترحات متزايدة القسوة واللا إنسانية. لا شيء في سياساتهم سيحل المشاكل الأساسية التي تدفع الناس إلى الفرار. نعتقد أنه يجب على الاتحاد الأوروبي بدلاً من ذلك أن يوافق على المساعدة بشكل جماعي في توفير الحماية للأشخاص الفارين وإنشاء مسارات قانونية للدخول إلى الاتحاد الأوروبي. يحمي حزب اليسار حق اللجوء ويعتقد أنه ينبغي أن تتاح للمهاجرين فرصة طلب اللجوء ومعالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم في البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي - وليس من خلال مراكز خارج الاتحاد الأوروبي". 

إذاً يوناس، وبقيّة مرشحي حزب اليسار، يعارضون إنشاء مراكز خارج الاتحاد الأوروبي لمعالجة طلبات اللاجئين والمهاجرين. لكنّ يوناس يضيف في الحقيقة أمراً لابدّ فكرنا فيه جميعنا: لدى أوروبا قدرة على التعامل مع تدفقات كبيرة من اللاجئين، والمثال الأوكراني واضح. يشرح يوناس هذا الأمر: "لقد أثبتت حرب روسيا على أوكرانيا أن الاتحاد الأوروبي قادر على التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين. وينبغي أن يكون ذلك بمثابة التوجيه للسياسات المستقبلية بشأن الهجرة. يناضل حزب اليسار من أجل نظام عادل لهجرة العمالة على مستوى الاتحاد الأوروبي وفي السويد". 

وماذا عن الذين يأتون للعمل وليس كلاجئين؟ هل يرى يوناس بأنّهم يستحقون الحماية التي يستحقها اللاجئون؟ يبدو أنّ أسئلتي تجد الإجابات عليها جميعها اليوم، فكما قال: "اليوم، تستغل الشركات في السويد الأنظمة الليبرالية للغاية لجلب الأشخاص فقط لأنها يمكن أن تقدم لهم ظروفاً أسوأ. نحن نعتقد أنّ أولئك الذين يأتون إلى هنا للعمل يجب أن يكونوا مشمولين بالأجور وظروف العمل السويدية. ويتعين علينا أن نضع حداً للنظام الحالي، الذي يؤدي إلى إغراق الأجور، وفي كثير من الأحيان إلى ظروف تشبه العبودية".

لنتحدّث عن الفئات الضعيفة

طالما أنّ الوجود السويدي في أوروبا يفيد السويد، فمن المنطقي أن نسأل عن القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه سكان المناطق الضعيفة في السويد اليوم، وكيف يمكن للتعاون مع أوروبا، وللسياسات الأوروبية، أن تساعد في التخفيف من حدّة هذه المشاكل.

حدد يوناس المشكلة في الحكومة السويدية التي اتهمها بالعنصرية الصريحة، وكذلك في الأوروبيين الذين يشبهونها. يقول: "إنّ الجمع بين نظام الرعاية الاجتماعية المتدهور وزيادة تكاليف المعيشة والحكومة العنصرية الصريحة، يجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لمجموعات كبيرة في المجتمع السويدي. يشكل نظام الرعاية الاجتماعية في الأساس مصدر قلق للسياسة الوطنية السويدية، لكنّ الاتحاد الأوروبي يؤثر على أجزاء منه. كما أنه يؤثر على تكاليف المعيشة المتزايدة من خلال لوائح الاتحاد الأوروبي التي تمنع الدول الأعضاء من خفض أسعار تكاليف الكهرباء والإسكان".

وأضاف طالباً من القراء أن يصوتوا لحزب اليسار من أجل حلّ هذه المشاكل: "من من خلال التصويت لصالح حزب اليسار، فإنك تصوت لصالح دولة رفاه أقوى، وتكاليف معيشية أقل، وضد الحكومة اليمينية العنصرية بشكل علني".

طموحات أوروبية

تبعاً لأنّ يوناس هو مرشح حزب اليسار الأول للبرلمان الأوروبي، فمن المهم أن نفهم طموحه بالنسبة لأوروبا. وكي لا نتحدث في العموم، أردت أن أعرف ماهي التغييرات والمبادرات التي سيعتمدها، والتي يتحدث بأنّها ستشكّل مستقبل الاتحاد الأوروبي.

كان يوناس منظماً، وإجاباته مقسمة بشكل صحيح. بدأ بالحديث عن تأمين الوظائف قائلاً: "ينبغي ضمان حصول كل من يعمل في السويد على أجور وظروف عمل معقولة. وهذا ليس الواقع اليوم. إن سياسات الاتحاد الأوروبي الموجهة نحو السوق تخلّف عواقب سلبية للغاية على سوق العمل السويدية، الأمر الذي يؤدي إلى إغراق الأجور وزيادة فرص العمل غير الآمنة. على سبيل المثال، ينبغي أن يكون من الممكن اشتراط اتفاقيات جماعية في المشتريات العامة". 

الأمر الآخر الذي يريد يوناس تغييره هو تحسين الرفاه، وعن ذلك يقول: "إنّ المجتمع القوي والآمن والمتساوي يتطلب نظام رعاية اجتماعية فعالاً وقوياً يعطي الأولوية لمصالح مواطنيه. وتتطلب لوائح الاتحاد الأوروبي الحالية من الدول الأعضاء إعطاء الأولوية للربح على مصالح المواطنين في العديد من المجالات. يعتقد حزب اليسار أن مصالح المواطنين يجب أن تحظى بالأولوية في جميع مجالات الرعاية الاجتماعية". 

ولم يغب عن يوناس الحديث عن أنّ على أوروبا أن تعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان، وعن ذلك قال: "يتعيّن على الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي زيادة الضغط على إسرائيل لحملها على إنهاء العنف. إن الفظائع التي ترتكبها حماس لا تبرر عمليات القتل التي ترتكبها إسرائيل. ويجب أن يتوقف احتلال الأراضي الفلسطينية، ويجب تفكيك جميع المستوطنات غير القانونية. ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعمل على تحقيق عملية السلام حتى يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من العيش في حرية وأمان. نحن ندين جميع الهجمات على المدنيين ونطالب الاتحاد الأوروبي أن يفعل الشيء نفسه للعمل بمصداقية من أجل السلام والقانون الدولي. حزب اليسار هو الحزب السويدي الوحيد الذي صوت باستمرار في الاتحاد الأوروبي لصالح وقف دائم لإطلاق النار في غزة. ويجب على الاتحاد الأوروبي أيضاً أن يدعم أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة حتى تتمكن من الانتصار على احتلال بوتين غير القانوني".

في الختام..

يبدو أنّ أجندة ترشّح يوناس خوستيدت لبرلمان الاتحاد الأوروبي مليئة، وبغضّ النظر عمّن يختلف معها أو يوافق عليها، فهي أجندة واضحة وأهدافها غير غامضة. يوناس يمثّل حزب اليسار في الانتخابات الأوروبية، وهو وبقيّة مرشحي الحزب، وبقيّة الأحزاب السويدية ومرشحوها، هم مرشحو السويد في نهاية المطاف. فأيّاً كان من ترغبون في التصويت له لأنّه يعبّر عن آرائكم ومصالحكم، تذكروا أن تصوتوا له في الانتخابات الأوروبية التي بدأ التصويت المبكر لها بالفعل.

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©