اكتر-مقال رأي : في العرف القانوني المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن في عرف اليمين السويدي المهاجر مُدان بدون حتى أن يرتكب جريمة. حزب المحافظين وهو ثالث أكبر أحزاب السويد في البرلمان بقرابة 18% من المقاعد، والحزب الأقل تطرّفاً من حزب ديمقراطيو السويد العنصري، يقترح ترحيل المهاجرين من السويد قبل إدانتهم قضائياً، بل وحتى ترحيل المهاجرين بمجرد وجودهم في الدوائر الإجرامية قبل حتى ارتكابهم جرائم. ويريد الحزب مصادرة أموال وسحب أطفال الأشخاص الذين يكونون ضمن دوائر الجريمة، تخيّلوا كم هي فضفاضة قصة دوائر الجريمة في دولة لا تستطيع حل قرابة 86% من الجرائم اليومية. Foto Fredrik Sandberg/TT الحزب قدّم 10 مقترحات لمكافحة الجريمة تقوم بالأساس على اعتبار أن الجريمة عنصر دخيل على المجتمع السويدي جاءت مع المهاجرين، وهو محض هراء فالسويد فيها سفّاحين وقتلة متلسلسين كما في أي دولة أخرى، وعززت الشرطة السويدية العاجزة ربط الجريمة بالهجرة حين صرّحت أن حوالي 40 عشيرة تسيطر على أعمال الجريمة في السويد، وهو ما نفته المخابرات السويدية. حلول حزب المحافظين للحد من الجريمة تكمن بالتخلص من المهاجرين وشيطنتهم مجتمعياً بدلاً من تعزيز الاندماج أو تخفيض العقبات أمام المهاجرين للانخراط بسوق العمل كي لا يضطروا للجريمة، فالحزب يرغب برفع العقبات أمام المهاجرين حين يطالب أيضاً بتخفيض الرفاه الاجتماعي (تعويضات البطالة والعائلة والرعاية) لحملة التصاريح المؤقتة من اللاجئين. يريد المحافظون دفع المهاجرين للجريمة بالإكراه عبر عدم التعاون في إقرار خطة اندماج فعّالة، ثم يذهب زعيم الحزب ليبكي ويلتقط صور لتعزز من شعبيته أمام قبور الأطفال ضحايا الجريمة المنظمة. كل هذا والحزب ليس الأكثر تطرّفاً، واسمه في اللغة السويدية يعني المعتدلين وليس المحافظين، أمّا اعتدال ! بقلم الصحفي أحمد أبو حامد