تتناول قصة هذا الكتاب تحديات اللاجئ وسوق العمل الأسود في السويد، فكاتب هذه الرواية رجل عربي شهد طوال خمسة عشر عامًا على انتهاكات سوق العمل وتجاوزاته وعجز القانون السويدي والنقابات ومؤسسات الدولة بأكملها، عن أن تضع حدًا لهذه الممارسات. عامر مهدي ( اسم مستعار) رجل درس الهندسة في إحدى الدول الأوروبية، لكنه لم يمارسها في السويد، فاضطرته الظروف وتأخر حصوله على الإقامة لسنوات طوال، إلى العمل بالأسود لصالح أصحاب عمل لم يراعوا حقوق العمال ولم يلتزموا بقوانين العمل وساعاته وعطله، فضلًا عن استغلالهم لجهل بعض الموظفين بالقوانين وضعف المستوى العلمي والمعرفي للبعض الآخر. كل هذا وأكثر، أدرجه الكاتب في كتابه الإلكتروني ضمن رواية شيقة كتبها بناء على تجربته الشخصية الحقيقية التي ذاق فيها الأمرّين، بعد أن جاهد وكافح لأكثر من خمسة عشر عامًا في محاولة لاكتساب حقوقه وحقوق زملائه في العمل، في ظل بيئة استبدادية وطبقية عومل فيها الموظفون كالعبيد، على حد تعبيره. التقى موقع Aktarr بمؤلف الكتاب ليروي لمتابعينا تجربته الأولى في الكتابة، فسرد لنا بعضًا مما أورده في كتابه من أحداث عاشها لا تعكس واقعه فحسب، بل واقع الآلاف ممن يقعون ضحية ظروفهم الصعبة وحظهم العاثر وخياراتهم المتخبطة والخاطئة، ليدفعوا ثمنها لاحقًا. أنهى المؤلف كتابه بمجهود شخصي صرف في ظرف شهر ونصف فقط، وبإمكانيات وموارد محدودة، فاعتمد على نفسه في الكتابة وتصميم الغلاف وتسجيل الكتاب رسميًا في السويد، واليوم يقدمه مجانًا لكافة القراء ممن يرغبون بالاستمتاع بقراءة قصة بنيت على أحداث حقيقية شيقة، فيتعرفوا أكثر على هذا الواقع المؤلم، ويحاولوا تجنبه وأخذ العبرة من تجربة الكاتب. وتحدث لنا مؤلف الكتاب عن محاولاته المتكررة للتبليغ تحت أسماء وهمية عن التجاوزات الجسيمة، ابتداء من التوظيف بالأسود وصولًا إلى تغيير تاريخ انتهاء صلاحية بعض المنتجات الغذائية، لمصلحة البيئة والسلطات الأخرى لحثهم على مداهمة موقع العمل والكشف عن المخالفات فيه، إلا أن محاولاته أخفقت جميعها في الحد من هذه التجاوزات. ويعتقد المؤلف أن هذه المحاولات لم تنجح إما لدهاء صاحب العمل وحنكته في إخفاء الأدلة على التجاوزات، وإما لتعمد السلطات غض البصر لأسباب اقتصادية، حيث تدر هذه المشاريع أموال طائلة تستفيد منها الدولة، على حد تعبيره. كما تطرق الكاتب إلى علاقة هؤلاء بالعصابات الإجرامية ووصف السطوة التي يمارسونها على موظفيهم، فلا يصبح أمام هؤلاء الموظفين خيار سوى الرضوخ تمامًا لكل مطالبهم، خاصة وأن خطر التهديد وتصفية الحسابات يلوح أمامهم في كل شاردة وواردة. أخيرًا، شدد المؤلف على أن الهدف من الكتاب الذي يتضمن 220 صفحة، ليس فضح الشخوص الذين ذكرهم في الرواية تحت أسماء وهمية، إنما توعية الناس وتحذيرهم من خطر الوقوع في هذا المطب الذي قد يصعب جدًا الخروج منه لاحقًا، ودراسة خياراتهم بشكل جيد، وعدم الانجرار وراء الطرق التي قد تبدو للوهلة الأولى، هي الأسهل للعمل وتحصيل الأموال. تجدر الإشارة إلى أن هذه الرواية متاحة بنسختها الإلكترونية مجانًا، يرجى التواصل مع موقع Aktarr للحصول على نسختك.