اكتر ـ أخبار السويد : يحتفل العالم بعيد المرأة في الثامن من آذار/مارس كل عام، تكريماً لإنجازاتها ودعماً لحقوقها.
وقد لا يثير هذا اليوم اهتمام البعض، أو قد يعتبرونه يوماً عادياً كباقي الأيام، ربما لأنهم لا يدركون أنه يوم مميز، دفعت المرأة ثمنه عبر التاريخ.
آخر الأخبار
خبز وورود
في 8 آذار عام 1857، نظمت مجموعة من النساء العاملات في معمل للنسيج والألبسة الجاهزة في مدينة نيويورك مظاهرة للاحتجاج على الأجور الزهيدة وظروف العمل السيئة. ورغم أن الشرطة هاجمت المتظاهرات وفرقتهن بالقوة، إلّا أن هذه التظاهرة استطاعت تشكيل أول نقابة نسائية.
في 8 آذار عام 1908، شاركت نحو 15 ألف امرأة من جديد في مظاهرة بمدينة نيويورك للمطالبة بتقصير ساعات العمل وإيقاف عمالة الأطفال وإعطاء النساء حق التصويت، وكان شعارهن: خبز وورد!
وفي العام التالي، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي أول يوم وطني للمرأة.
لكن الاحتفال العالمي بيوم المرأة جاء إثر اقتراح قدمه مؤتمر دولي للمرأة العاملة، عُقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية عام 1910، ولم تعتمده الأمم المتحدة حتى عام 1975.
السويد أفضل دولة للنساء في العالم عام 2020
في عام 2020 احتلت السويد لقب أفضل دولة للنساء في العالم وفقاً لمجلة CEOWORLD. باعتبار أن النساء فيها يتمتعن بقدر كبير من المساواة مع الرجل، كما أنهن يلعبن دوراً كبير في جميع جوانب المجتمع، ويحظين باستقلالية كبيرة.
هذا اللقب جاء حصيلة نضال النساء السويديات عبر التاريخ، باعتبارهن جزءاً لا يتجزأ من نساء الأرض، اللواتي يناضلن لتحصيل حقوقهن ونيل مكانة متقدمة في المجتمع.
يعود تاريخ الحركة النسائية السويدية إلى القرن السابع عشر، وقد أصبح النقاش حول أدوار الجنسين والمساواة بينهما موضوعاً رئيسياً في الأوساط الفكرية منذ القرن الثامن عشر. ويُذكر أن الحروب والأزمة الاقتصادية ساهمت بتعزيز اعتماد النساء على أنفسهن ومشاركتهن في المزيد من المهن، كما كان للتحول الصناعي وصعود الحركة العمالية والنقابات في أوروبا دوراً مهماً في دعم نضال المرأة وسعيها للحصول على المزيد من الحقوق.
محطات من حقوق المرأة في السويد
في عام 1884، تم تقديم أول اقتراح يتعلق بحق المرأة في التصويت إلى البرلمان السويدي، لكن لم يتم تبنيه حتى عام 1919، وذلك بعد تأسيس جمعية وطنية نسائية للمطالبة بحق المرأة في التصويت، واستطاعت النساء التصويت للمرة الأولى مرة في الانتخابات الوطنية عام 1921.
وفي عـام 1845، تم إصــدار قانون حقوق الميراث بالتساوي للنساء والرجال في السويد.
في عام 1972 أُلغيت الضرائب المشتركة بين الزوجين في السويد، وأصبحوا يقدمون إقراراتهم الضريبية بشكل منفصل.
وفي السبعينيات بدأ بناء رياض الأطفال، كمراكز مخصصة للاهتمام بالأطفال كي يتسنى للأمهات العمل.
في عام 1974، أصبحت السويد أول دولة في العالم تستبدل إجازة الأمومة بإجازة الوالدين. وفيما بعد أصبح يحق للوالدين مشاركة 480 يوم إجازة مدفوعة الأجر عند ولادة الطفل.
وفي عام 1999، دخل قانون حظر شراء الخدمات الجنسية حيز التنفيذ.
في عام 2008، صدر قانون التمييز في السويد، الذي يهدف إلى محاربة التمييز وتحقيق المساواة في أماكن العمل، بالإضافة إلى تقليل فجوة الأجور بين الجنسين، وتكون الشركات التي تنتهك هذه المعايير عرضة لغرامات مالية.
بعد عام 1994 طالبت النساء السويديات بتحقيق المساواة بين الجنسين في السلطة، وأصبحت السويد واحدة من الدول التي لديها أعلى نسبة تمثيل للمرأة في البرلمان، بلغت 46 في المئة بعد انتخابات عام 2018.
ورغم ذلك، في السويد التي تُعتبر أفضل دول للنساء في العالم، تُقتل امرأة كل ثلاثة أسابيع على يد شريكها، ومازالت رواتب الرجال أعلى من النساء...
لذلك فإن تحقيق المساواة والعدالة على جميع الأصعدة بين البشر ما زال بحاجة إلى المزيد من النضال والعمل.