1.3 مليون شخص في السويد يعانون من مشكلات صحية بسبب العمل

أكد تقرير جديد من مكتب بيئة العمل السويدي "Arbetsmiljöverket" أن واحداً من كل أربعة أشخاص يعملون في السويد يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن العمل، وهذا يعتبر تراجعاً مقارنة بعام الوباء 2020، وذلك حسبما ذكر الموقع الحكومي في تقرير له نشر اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وحسب التقرير، فإن من الأعراض الشائعة التعب والألم الجسدي. الكثيرون أيضاً يشعرون بالقلق بسبب العمل. وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يعملون من المنزل بشكل كامل أو جزئي يعانون من مشكلات صحية بشكل أقل.

ومكتب "Arbetsmiljöverket" هو الجهة المسؤولة عن دراسة بيئة العمل في السويد. وقد أجرت مسحاً جديداً حيث أجاب الموظفون عمّا إذا كانوا يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن العمل. 25 بالمئة، أو ما يعادل 1.3 مليون شخص، أكدوا أنهم يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن العمل في عام 2022، وهذا يقل عن 32 بالمئة في عام 2020. ويعود التراجع إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين تأثروا بمشكلات صحية مرتبطة بالوباء.

وفي هذا السياق، قالت "Ann Ponton Klevestedt"، رئيسة قسم الإحصاء والتحليل في مكتب بيئة العمل: "لقد عدنا إلى نفس المستوى تقريباً الذي كنا عليه قبل الوباء. السبب الأكثر شيوعاً للمشكلات الصحية المرتبطة بالعمل هو، كما كان الحال دائماً، الضغط الكبير في العمل، وهذا ينطبق على جميع الأجناس والأعمار ومستويات الدخل. هذا أمر خطير لأن الضغط العالي في العمل قد يؤدي في المستقبل إلى التوتر وأمراض خطيرة" حسب تعبيرها.

وذكرت الدراسة أيضاً أن كل شخص يعاني من مشكلات صحية ناتجة عن العمل قد غاب عن العمل بسبب هذه المشكلات. الأعراض الأكثر شيوعاً المرتبطة بالعمل هي التعب، وآلام الجسم، وآلام الرقبة والكتف والذراع، واضطرابات النوم، والصداع، والقلق. الأشخاص الأصغر سناً يشعرون بشكل أكبر بالقلق، بينما تزداد مشكلات الرقبة والذراع والسمع مع التقدم في العمر.

وقالت "Ann Ponton Klevestedt": "المشكلات الصحية المرتبطة بالعمل هي إشارات تحذير يجب أن يلتقطها أصحاب العمل ويتعاملوا معها في الوقت المناسب قبل أن تؤدي إلى غياب طويل عن العمل أو استقالة الموظفين. واحد من كل ثلاثة أشخاص يعانون من مشكلات صحية أكدوا أنهم حصلوا على دعم من مديرهم، وهذا عدد قليل جداً، لأننا نعلم أن الحوار الجيد في مكان العمل هو أساس العمل الوقائي الجيد في مجال الصحة والسلامة".

وفيما يتعلق بالجنس، أفادت النساء بشكل أكبر من الرجال بأنهم يعانون من مشكلات صحية مرتبطة بالعمل نتيجة لأسباب أخرى غير الحوادث، حيث أكد 28 بالمئة من النساء مقابل 18 بالمئة من الرجال. وظلت المهن التي تهيمن عليها النساء، مثل معلمي المدارس الابتدائية، ومعلمي رياض الأطفال، وموظفي الرعاية المنزلية، ومساعدي المختبرات، تعاني من أعلى مستويات المشكلات الصحية المرتبطة بالعمل.

وفي ختام تصريحاتها، دعت "Ann Ponton Klevestedt" جميع الشركات والمؤسسات إلى أخذ نتائج هذه الدراسة على محمل الجد والعمل المستمر نحو تحسين بيئة العمل وضمان سلامة وصحة جميع الموظفين.