14 ألف عملة عربية في أكبر كنز فايكنغ مكتشف في السويد

يسمّى أكبر كنز فضّة للفايكنغ تمّ إيجاده في السويد على الإطلاق كنز سبيلينغز Spillingsskatten في مزرعة سبيلنغ شمال غرب سليته في غوتلاند. يتألف الكنز من جزئين بوزن 67 كلغ، ويحوي على 14295 عملة عربية/إسلامية من عدد من البلدان في آسيا وإفريقيا.

كنز فايكنغ بالصدفة

في 16 شباط 1999 كان هناك فريق من التلفزيون السويدي موجود في جزيرة غوتلاند من أجل تغطية جزء من أسبوع ألمادالين. قرر الفريق أن يحضروا لتغطية جزء من مشكلة نهب المواقع الأثرية.

شاركهم في ذلك عالم الآثار يوناس شتروم، وبروفسور العملات كينيث يونسون الذي كان موجوداً بالصدفة في الجزيرة في ذلك الوقت. تمّ اختيار مزرعة سبيلنغ لأنّ مالكها بيورن إنغستروم كان قد وجد قبل ذلك عدداً من الأغراض البرونزية.

بعد أن انتهى التصوير وغادر طاقم التلفزيون بعدّة ساعات، وجد الباحثان يونسون وشتروم عبر كاشف المعادن، وعلى عمق 3 أمتار فقط، قطعتان من النقود الفضية.

العمل بسرعة قبل سرقة كنز الفايكنغ

تمّت إحاطة المكان بسرعة، وجاء فريق من المتحف من أجل الدعم، وتمّ الحصول على إذن بالتنقيب من البلدية، ووضع حرس على المكان. بعد عدّة أيام، أشار كاشف المعادن لوجود قطعة فضية ثالثة على بعد متر ونصف من موقع الأولى، الأمر الذي قاد بسرعة إلى ثلاثة أجزاء من الكنز. 

من كثرة النقود التي وجدت، ومن ثقلها، تمّ تغليق الطبقات السفلية من الترسبات الترابية بالجص. كشف العلماء عن كنزين، واحد بوزن 27 كلغ، والآخر بوزن 40 كلغ.

وفقاً لصاحب الأرض بيورن فقد وجد منذ عدّة سنوات في أرضه أربطة من الفولاذ، فرماها بعيداً معتقداً بأنّها لا تعني شيئاً. لكن بعد الكشف يعتقد بأنّ الكنز كان أكبر حتّى ممّا تمّ إيجاده. تمّت مكافأة بيورن من قبل السلطات بمبلغ 2 مليون كرون (2,091,672 كرون) وكان هذا المبلغ هو الأكبر الذي يتمّ دفعه لقاء شي تمّ اكتشافه في السويد.

عملات عربية لدى الفايكنغ

كانت المخابئ التي وجد فيها الكنز تحوي على قطع فضية متنوعة: عملات وقضبان وشظايا فضة استخدمت كمواد أولية للمجوهرات. أغلب الأشياء تمّ جمعها في حزم تساوي وزنها 200 غرام (أوقية)، وهو الوزن المعتمد لدى الفايكنغ.

كان هناك أساور منقوشة على طراز غوتلاند، وأخرى على الطرز البريطاني والإسكندنافي الغربي.

لكن من بين العملات التي وجدت في الكنز، وعددها الكلي 14295 عملة، كان هناك 14200 درهم إسلامي نقش عليه باللغة العربية، وأربعة عملات شمالية، وعملة بيزنطية، و23 عملة فارسية. كما حوت مجموعة العملات على ما يسمّى «عملة موسى» التي يُعتقد بأنّها تعود لمملكة الخزر في عام 800 للميلاد.

كانت بعض العملات تحوي علامات تشير في الغالب إلى أنّها خضعت لفحص نقاء الفضة فيها، بينما كانت عملات أخرى مصنوعة من فضة جيدة أيضاً ولكن دون علامات.

عند دراسة الموقع، تمّ تقدير أنّ الكنز قد دفن في المكان قبل أكثر من ألف ومئتي عام، قرابة عام 870 للميلاد.

من الجدير بالذكر أنّه حتّى قبل عدّة أعوام، تم اكتشاف أكثر من طن من الفضة الأثرية في جزيرة غوتلاند، والتي تحوي بينها أكثر من 168 ألف عملة فضية من العالم العربي وشمال إفريقيا ووسط آسيا.

لا يمكن للمرء ألّا يخطر بباله: كم من صيّاد كنوز مرّ على غوتلاند؟

أيضاً في “أكتر”

لماذا فشلت السويد في نشر محطات الكهرباء في المناطق النائية ونجحت النرويج؟

أبخل 9 شعوب في العالم... والسويديون في المرتبة؟