1.4 مليون كرون لوظائف جديدة في مالمو لفئات محددة وبشروط بيئية صارمة
أخبار-السويدAa
Foto: motenmedborgarportal - Johan Nilsson/TT
قرر المجلس البلدي في مدينة مالمو تخصيص 1.4 مليون كرون في إطار الاستثمارات الإستراتيجية في الوظائف. وستحصل على هذا التمويل أربع شركات ألعاب بهدف زيادة قدراتها على المنافسة، وتحويل مالمو إلى مركز الألعاب في كامل السويد. تواصلتُ مع ستيفانا هوتي Stefana Hoti، عضوة المجلس البلدي عن حزب الخضر من أجل الاستفهام عن كامل القصة، وسبب اختيار الشركات الأربعة بعينها.
يُذكر أنّ هذه الاستثمارات هي جزء من صناديق التنمية utvecklingsmedel التي يتمّ توزيعها من المجلس البلدي على اللجان ذات الصلة والجهات الفاعلة الخارجية التي تبذل الجهود لضمان استمرار زيادة الاكتفاء الذاتي لدى سكان مالمو.
الحافز أساس الاستثمار
يعد تعاون مدينة مالمو مع قطاع الأعمال والمجتمع المدني جزءاً مهماً من هذا العمل. تعتبر الأنشطة التي سيتم توزيع الأموال بينها بمثابة مساهمة في توفير المهارات ضمن النقص في الحياة التجارية في مالمو وخلق جهود تنموية يمكن أن تحدث فرقاً حقيقيًا لسكان مالمو.
المؤسسات الأربعة التي ستحصل على التمويل الاستثماري هي: Pink Programming وFoo Café وReDI School وSydsvenska Handelskammaren.
الأمر الآخر أنّ هذه الاستثمارات يفترض أن تركّز على مساعدة فئتين مهمتين في المجتمع السويدي في الحصول على وظائف وفرص عمل: النساء ذوات الخلفية الأجنبية، والأفراد ذوي الإعاقات الوظيفية.
طلبتُ من ستيفانا أن توضّح كيف ستؤدي هذه الاستثمارات إلى تحسين حياة هذه المجموعات المحددة بشكل ملموس؟ ما هي التدابير التي يجري تنفيذها لضمان أن هذه الاستثمارات تؤدي إلى فرص عمل كبيرة ومستدامة لهم.
تقول ستيفانا بأنّ هدف هذه المؤسسات هو أن يكتسب المشاركون مهارات جديدة، وقدرة الوصول إلى شبكات جديدة. هذا يحسن فرصهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو أمر مهم للرفاهية والشعور بالسيطرة على حياتهم اليومية. تركز المؤسسات التي تتلقى أموال الاستثمار على الصناعات ذات الطلب المرتفع على العمالة، وهو أمر إيجابي بالنسبة للآثار الطويلة الأجل للاستثمارات.
كيف يتم قياس نجاح عمل المؤسسات التي تتلقى المال؟
لكن ماذا عن نجاح هذه المؤسسات في مساعيها؟ كيف يتم قياس نجاحها؟
ترى ستيفانا بأنّ هذه المؤسسات التي تدعمها الآن مدينة مالمو قد أجرت بالفعل أنشطة ناجحة في مناطقها في الماضي، ولهذا فعبر الاستثمار: "نريدها أن تستمر في المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لعدد أكبر من سكان مالمو".
الأمر الآخر في مراقبة عمل هذه المنظمات ونجاحها هي أنّه سيتعيّن عليها أن تقدّم نتائج أنشطتها إلى مدينة مالمو لمراجعتها.
التحوّل الأخضر وتحدياته
لا يمكننا إلّا الاعتراف بأنّ مدينة مالمو تنجح في التحوّل إلى مركز للألعاب في السويد (وربّما في العالم) والاعتراف بالدور الهام الذي تلعبه صناعة الألعاب في الاقتصاد السويدي. لكن هناك أيضاً قلق متزايد بشأن بصمتها البيئية، لا سيما فيما يتعلق بالاستخدام المرتفع للكهرباء وممارسات التوريد من المناطق ذات التشريعات البيئية الأقل صرامة.
دفعنا هذا لسؤال ستيفانا كيف تخطط البلدية للاستفادة من هذه الاستثمارات الوظيفية الإستراتيجية لتشجيع ودعم صناعة الألعاب لتصبح أكثر استدامة؟ هل هناك مبادرات أو متطلبات محددة للشركات التي تتلقى هذه الأموال لتبني ممارسات أكثر مراعاة للبيئة، سواء من حيث استهلاك الطاقة أو المصادر التي تعتمدها من خارج السويد للعمالة والتطوير والمواد؟
تقول ستيفانا بأنّ تقليل استخدام الطاقة في الألعاب هو قضيّة مهمة، وخاصة في البلدان التي لا يكون فيها إنتاج الطاقة متجدداً.
لكنّ ستيفانا تعتبر بأنّ الأمر يمكن تحقيقه بشكل ضمني، فكما تشرح: "مع ذلك، فإن هذا الأمر بالذات يتعلق بمنح الأموال للمؤسسات التي تتعلق أنشطتها بزيادة التنوع في صناعة التكنولوجيا وتطوير البرمجيات من خلال التعليم والتواصل وما شابه".
ربّما يمكننا الختام بما قاله روكو كورسار، نائب العمدة في مالمو عن هذا الأمر، فتخصيص هذه الأموال للاستثمار هي بالنسبة لمدينة مالمو أكثر من مجرّد خلق فرص عمل رغم أهميّة الموضوع. فإذا ما أخذنا بالاعتبار الفئات المستهدفة في عملية التوظيف وخلق فرصة العمل، نعلم بأنّ الأمر يتعلق أيضاً بالاستثمار في مستقبل أكثر أماناً للفرد المقيم في مالمو.