منوعات

24 عاماً على أكبر حريق في تاريخ السويد الحديث فما هي قصته؟

24 عاماً على أكبر حريق في تاريخ السويد الحديث فما هي قصته؟
 image

راما ملوك

أخر تحديث

Aa

24 عاماً على أكبر حريق في تاريخ السويد الحديث فما هي قصته؟

FOTO : Tandogan Uysal/SCANPIX

أدى حريق أشعله أربعة شبان إلى واحدة من أكثر الكوارث فتكاً في تاريخ السويد الحديث، حيث مات فيها ثلاثة وستون شاباً وأصيب عدد أكبر بكثير، وذلك أثناء حفلة عيد الهالوين في يوتوبوري عام 1998، إليك ما حدث وكيف بدأ الحريق.

في البداية تجمّع ما بين 340 و400 شخص أغلبهم من المراهقين في مبنى في منطقة المرفأ في يوتوبوري للاحتفال بعيد الهالوين، وقامت منظمة ثقافية مقدونية بتأجير مبانيها ليلاً، حيث أخبر المنظمون الخارجيون السلطات أن المناسبة كانت حفلة عيد ميلاد لـ 50 شخصاً. واندلع الحريق قبل منتصف الليل بحوالي 20 دقيقة، وكانت بدايته في درج مخرج الطوارئ ولم يلاحظه رواد الحفلة، وحتى بعد أن لاحظ أحد منسقي الأغاني الحريق وحذّر الحاضرين من بدء مغادرة المكان بهدوء، للأسف لم يدرك الكثيرون حجم الكارثة، فبمجرد أن بدأ الدخان يملأ غرفة الرقص، سادت الفوضى.

تجدر الإشارة إلى أن المبنى يستوعب 150 شخصاً كحد أقصى، لذلك كان شديد الازدحام بذلك العدد الهائل، كما تم إغلاق مخرج الطوارئ بواسطة الكراسي والطاولات، كما تم تكديسها بعيداً لإفساح المجال في الغرفة الرئيسية، ولكن كان هذا المخرج غير صالح للاستخدام كون الحريق اندلع هناك، ونتيجةً لذلك حاول عشرات الأشخاص الهروب عبر الدرج الوحيد المتبقي الذي يقلّ عرض بابه عن متر.

يُذكر أن المكالمة الأولى لخدمات الطوارئ كانت في الساعة 11:42 مساءً، حيث طلب المتصل مراراً وتكراراً من شخص ما أن "يأتي بسرعة"، وبعد دقائق من أول مكالمة طوارئ وصل رجال الإطفاء الأوائل إلى مكان الحادث، حيث وصلت أول سيارة شرطة بالفعل وانضمت إليها سيارتا إسعاف بعد ثوانٍ، ثم طلب فريق الإطفاء الدعم وأفاد بأن بعض الأشخاص كانوا يحاولون بالفعل الهروب بالقفز من النوافذ على ارتفاع خمسة أمتار، ونجا ما يقارب الـ 40 شخصاً حين قفزوا، لكن العديد منهم أصيبوا بجروح خطيرة أثناء القيام بذلك.

في الوقت الذي وصلت فيه خدمات الطوارئ، كان لا يزال هنالك حوالي 100 شخص في المبنى، وتمكّن رجال الإنقاذ من إنقاذ حوالي 40 شخصاً منهم، من خلال النوافذ وعبر الدرج الرئيسي، كما ساعد العديد من الحاضرين في جهود الإنقاذ، ومن جهة أخرى كان بعض الأشخاص محبطين مما اعتبروه بطء أعمال الإنقاذ، وأصبحوا عدوانيين وحتى عنيفين تجاه عمّال خدمات الطوارئ.

إجمالاً، توفي 63 شخصاً وأصيب أكثر من 200 آخرون في الحريق، ودخل 74 ​​منهم العناية المشددة، وكانت أصغر ضحية تبلغ من العمر 12 عاماً فقط وكان جميعهم أقل من 20 عاماً، كما تبين أن التسمم بأول أكسيد الكربون هو سبب الوفاة في جميع الحالات، في حين أن بعض الإصابات كانت ناجمة عن عوامل أخرى بما في ذلك الحروق والقفز من النوافذ أو أثناء محاولتهم الهرب.

في ضوء ذلك بدأت تحقيقات الشرطة في حوالي الساعة الثالثة صباحاً، أي بعد ساعة واحدة من إخماد الحريق، وفي اليوم التالي تم إعلان يوم حداد في يوتوبوري. في البداية لم يكن من الواضح ما إذا كان الحريق قد اندلع عمداً أو عن طريق الصدفة، ونتيجةً لذلك أجرت الشرطة مقابلات مع حوالي 1500 شخص وعرضت مكافأةً قدرها ثلاثة ملايين كرونة مقابل أي معلومات قد تساعد في تحديد سبب الحريق، ونظراً لأن معظم الضحايا لديهم خلفية أجنبية، كانت هنالك مخاوف من أن الحريق ربما يكون عمداً كعمل معادي للأجانب، وظهرت نشرات إعلانية حاولت تأجيج التوترات في أنحاء المدينة في الأيام التالية، مذكور فيها "لقد مات 60 مهاجراً شاباً، والآن سيموت 60 سويدياً".

بطبيعة الحال تبيّن لاحقاً أن أربعة شبان كانوا وراء الحريق المتعمد، وأدانتهم المحكمة بعد عامين تقريباً، حيث اتُهم المدانون بصب سائل قابل للاشتعال على كراسي مكدسة في سلّم قبل إشعال النار فيها بعد جدال حول رسوم دخول الحدث، وحُكم على مشعّل الحريق الأولي بالسجن ثماني سنوات، بينما حُكم على عضوين آخرين في المجموعة بالسجن ست سنوات (زادت لاحقاً إلى سبعة) والرابع باحتجاز الأحداث لأن عمره كان أقل من 18 عاماً في ذلك الوقت، وجاء في الحكم أن الأربعة تصرفوا "بلا مبالاة تامة" تجاه الخطر الذي شكله أفعالهم، وتم بناء نصب تذكاري من الجرانيت يخلد ذكرى الضحايا، مع نقش أسمائهم بالذهب، وقامت البلدية بتمويل تجديد المباني المدمرة، والتي أعيد افتتاحها بعد ثلاث سنوات من الكارثة كموقع تذكاري، وفي كل عام يتم إقامة مراسم تذكارية في مدينة يوتوبوري.

أخبار ذات صلة
المزيد من أخبار - منوعات

أكتر هي واحدة من أكبر منصّات الأخبار السويدية باللغة العربية وأسرعها نمواً.

توفّر المنصة الأخبار الموثوقة والدقيقة، وتقدّم المحتوى الأفضل عبر النصوص والأفلام الموجّهة لعددٍ متزايد من الناطقين باللغة العربية في السويد وأجزاء من الدول الاسكندنافية وبقية العالم.

تواصل معنا

Kaptensgatan 24, 211/51 Malmö, Sweden
VD -  Kotada@aktarr.se

Tipsa -  Press@aktarr.se

Annonsera -  Annonsering@aktarr.se

للاشتراك بالنشرة الاخبارية

متابعة أخر الاخبار و المواضيع التي تهمك

2023 Aktarr جميع الحقوق محفوظة لمنصة ©