كشفت دراسة جديدة أجرتها مؤسسة Sifo لصالح منصة Jobbland أن حوالي 3.9 مليون سويدي يفكرون في تغيير وظائفهم خلال العام المقبل. وتشير النتائج إلى وجود فوارق كبيرة بين الأجيال فيما يتعلق بأسباب ودوافع البحث عن عمل جديد. أظهرت الدراسة أن الفئة العمرية الأكثر ميلاً لتغيير الوظائف هي العاملون بين 35 و49 عامًا، حيث أبدى 78% منهم استعدادهم للانتقال إلى وظيفة جديدة. في المقابل، فإن الفئة الأقل رغبة في التغيير هي العاملون بين 50 و65 عامًا، حيث قال نصفهم تقريبًا إنهم يفكرون في تغيير وظائفهم خلال العام المقبل. الأسباب الرئيسية لتغيير الوظيفة عند البحث عن عوامل الجذب التي تدفع الأفراد إلى الانتقال لوظائف جديدة، تصدرت زيادة الراتب قائمة الأولويات، حيث اختارها 60% من المشاركين. تلتها عوامل أخرى أكثر ارتباطًا بجودة الحياة المهنية، مثل: البحث عن عمل أكثر معنى وتأثيرًا (31%) الرغبة في تجربة شيء جديد (25%) تحقيق توازن أفضل بين الحياة العملية والشخصية (23%) الاستفادة من مزايا وظيفية أفضل (21%) وأشارت الدراسة إلى أن أهمية الراتب تتراجع كلما تقدم الأفراد في العمر، حيث يبدأون في التركيز على العوامل غير المادية مثل المعنى الوظيفي والمرونة والتوازن بين العمل والحياة. التحديات في سوق العمل وتأثيرها على الأجيال المختلفة رغم أن الفئات الأكبر سنًا (50-65 عامًا) تظهر اهتمامًا أقل بتغيير الوظائف، إلا أنهم يشعرون بأن العثور على وظيفة جديدة تناسب تطلعاتهم أسهل مقارنة بالفئات الأصغر سنًا. وفقًا للبيانات: يرى 50% من الشباب بين 18 و34 عامًا أن العثور على وظيفة مناسبة أمر صعب. يتفق مع هذا الرأي 50% من الفئة العمرية بين 35 و50 عامًا. أما بالنسبة لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عامًا، فإن ثلثهم فقط يجدون صعوبة في العثور على وظيفة تناسبهم. وفي هذا السياق، أوضحت أنيتا راي، مديرة سوق العمل في Jobbland Sverige، أن الشباب أكثر انتقائية في اختيار وظائفهم مقارنة بالكبار في السن، حيث يهتمون بالمزايا الوظيفية والشروط المالية أكثر من ثقافة الشركات نفسها. وأضافت: "تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الجيل الشاب أكثر تركيزًا على ما يمكن أن يحصلوا عليه من وظيفة معينة، وليس على سمعة الشركة نفسها. إنهم جيل أكثر فردية، مما يتطلب من الشركات تحسين عروضها الوظيفية لجذبهم." العمل عن بُعد لم يعد عاملًا مؤثرًا في قرارات التوظيف منذ جائحة كورونا، دار جدل كبير حول استمرارية العمل عن بُعد، حيث ساد اعتقاد بأن هذه الثقافة ستصبح معيارًا دائمًا في سوق العمل. ولكن خلال العام الماضي، بدأت العديد من الشركات الكبرى في استدعاء موظفيها إلى مقرات العمل، وهو ما انعكس في نتائج الدراسة التي أظهرت أن إمكانية العمل عن بُعد لم تعد عنصرًا حاسمًا في قرارات تغيير الوظيفة بالنسبة للسويديين. مع تزايد الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، تبقى الزيادة في الأجور العامل الأساسي في قرارات البحث عن عمل جديد. ومع ذلك، فإن التغيرات في توقعات العاملين، خاصة بين الأجيال المختلفة، تعكس تحولات واضحة في سوق العمل السويدي، مما يفرض على أصحاب العمل تطوير استراتيجياتهم لجذب المواهب والحفاظ عليها.