4 آلاف ميل على الدراجة لأجل الحب في السويد image

فريق التحرير أكتر أخبار السويد

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

4 آلاف ميل على الدراجة لأجل الحب في السويد

منوعات

Aa

4 آلاف ميل على الدراجة لأجل الحب في السويد

4 آلاف ميل على الدراجة لأجل الحب في السويد

"أكتر" السويد بالعربي... يقولون أنّ الحب يدفعنا لفعل العجائب. قد تكون هذه العجائب بالنسبة لبعضنا تغييراً في نمط الحياة والأولويات، وقد تكون لبعضنا الآخر قطع مسافة ٤ آلاف ميل بالدراجة للوصول إلى من نحب في بلد وقارة أخرى. هل هذا جنون؟ ربّما. ولكن المؤكد أنّه حصل، ويستحق ذكره والتوقّف عنده.

العرّافة

عندما التقت السويدية الشقراء ذات العيون الزرقاء، بالصبي الأسمر أجعد الشعر من الهند، بدأ بينهما حبّ يشبه ما يصوغه الشعراء.

في الهند، من الشائع أن يحضر الوالدان عرّافة عندما يرزقان بطفل. يتحدّث براديومنا كومار ماهانانديا (سنشير له اختصاراً باسم ماهان)، بأنّ العرّافة قالت لوالديه بأنّه لن يحظى بزوجة على الطريقة التقليدية في الهند. كما أخبراهما بأنّ زوجته ستأتي من بلاد بعيدة، وسيكون برجها الثور، وبأنّها ستكون عازفة وستعزف على آلة الفلوت.

ليس تحقق هذه النبوءة المذهلة إلّا جزءاً من قصّة ماهان، والتي حملت تفاصيل رائعة تمّ ذكرها جميعها في كتاب أندرسون في عام ٢٠١٧ بعنوان: «القصة المذهلة للرجل الذي قاد دراجته من الهند إلى أوروبا من أجل الحب».

الحبّ من أوّل ريشة

كانت حياة ماهان صعبة أثناء المدرسة. كان من طبقة دنيا في بلد يؤمن بالنظام الطبقي، وكان التلاميذ من طبقات أخرى يركضون ليغتسلوا في النهر عندما يلمسهم.

في عام ١٩٧٥، عندما كان تلميذاً مفلساً في مدرسة الفنون في نيودلهي، ومشرداً في بعض الأحيان، بدأ ماهان ببيع بعض مواهبه كفنان شارع. وأثناء رسمه الروسيّة فالنتينا تيرشكوفا، أوّل امرأة في الفضاء في ١٧ ديسمبر/كانون الثاني ١٩٧٥، حدث أعظم حدث في حياته بلقائه خارولت فون خيدفين، الفتاة البالغة من العمر ٢٠ عاماً، والتي كانت تحقق أحد أحلامها بالسفر إلى الهند.

يقول ماهان: كان الوقت مساءً عندما اقتربت من مرسمي، وشعرت كأنني لا أملك أيّ وزن. الكلمات ليست دقيقة بما يكفي للتعبير عن مثل هذا الشعور.

اقتنعت شارلوت بالسماح لماهان برسمها، وبدأ يستجوبها بالاعتماد على نبوءة العرافة. كانت جميع تفاصيل التنجيم موجودة في شارلوت، بما في ذلك امتلاك عائلتها لجزء من الغابة منذ القرن ١٨.

بدأ الحبّ يكبر بين الاثنين من تلك اللحظة، وهو ما بلغ ذروته بزيارة شارلوت لقرية ماهان ومباركة والديه للزواج. وكما قالت شارلوت لاحقاً: «لم أكن أفكّر في الواقع، كنت أتبع قلبي ١٠٠٪ وحسب».

وداع مؤلم

بعد ثلاثة أسابيع قضاها الزوجان معاً، عادت شارلوت إلى السويد وبقي ماهان في الهند لإتمام عامه الأخير في كليّة الفنون. 

لكن بعد مرور عام من البعد بينهما، لا يجمع بينهما إلّا الرسائل، لم يعد ماهان قادراً على البقاء بعيداً عن رفيقة روحه. قام لذلك ببيع كلّ ما يملك، وهو شيء قليل، وانطلق باستخدام دراجة مستعملة في رحلة تقارب ٤ آلاف ميل من الهند إلى السويد.

انطلق ماهان عبر باكستان وأفغانستان وإيران وتركيا وبقيّة أوروبا للوصول إلى حبيبته: قال ماهان: «لم أكن وحيداً. لم أقابل شخصاً لم أحبه. كان ذلك الوقت زمناً مختلفاً من الحب والسلام والحرية. لم يكن لديّ عقبات كبرى سوى أفكاري وشكوكي».

لم يعتمد ماهان على الدراجة في طريقه فقط، بل ركب أحياناً القطارات، والحافلات، والسيارات العابرة.

أهلاً بالحبيب

وصل ماهان في ٢٨ أيار/مايو ١٩٧٧ إلى بوروس في السويد، وعندما التقى بشارلوت، خانته الكلمات ليعبّر لها عن مدى حبه واشتياقه لها.

قال: لم نتمكن من التحدث، فقط قمنا بعناق بعضنا البعض وذرفنا الكثير من الدموع... كانت دموع فرح.

بعد أكثر من ٤٠ عاماً على بقاء ماهان وشارلوت مع بعضهما البعض، وإنجابهما ولدين: صبيّ وفتاة، لا يزالان معاً. يعمل ماهان كفنان، وقد شغل منصب سفير الهند الثقافي إلى السويد.

عند سؤالهما عن سرّ تفانيهما مع بعضهما البعض: «السرّ يكمن في عدم وجود سرّ على الإطلاق. الانفتاح البسيط والصادق مع بعضنا البعض أمر مهم ومطلوب للحفاظ على التفاهم والاحترام... الزواج ليس اتحاداً جسدياً فقط، بل روحياً أيضاً. عندما ندرك هذا نسمح للحب بأن ينمو مثل تموجات على الماء».

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

المزيد

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات