تحوّلت أصوات غامضة ومزعجة في إحدى البنايات السكنية بمدينة يوتيبوري إلى حادثة مرعبة، حين اقتحم رجل غاضب شقة أحد الجيران ووجّه إليه تهديدات بالقتل، ما دفع المستأجر إلى مغادرة السكن وفسخ عقد الإيجار بحسب ما أفادت صحيفة Hem&Hyra . في سبتمبر من العام الماضي، عاد رجل إلى شقته المستأجرة بالباطن في غرب يوتيبوري بعد رحلة إلى الخارج، لكنه سرعان ما بدأ يلاحظ أموراً مقلقة. فقد تكرر سماعه لضوضاء في الليل، تشبه طرقاً متواصلاً على الجدران وكأن أحداً يستخدم مطرقة. وفي صباح أحد الأيام، استيقظ عند الساعة الخامسة والنصف على صوت طرق قوي، وعندما خرج إلى الساحة المجاورة للبناء، لاحظ أن الضوء لا ينبعث سوى من نافذته ونافذة الشقة الواقعة أسفله. اقتحام وتهديد بالقتل في وقت لاحق من اليوم ذاته، وبعد وقت الغداء، سمع طرقاً عنيفاً على بابه. وعندما فتحه، وجد أمامه رجلاً في منتصف العمر، كان في حالة غضب شديد. الرجل كان الجار القاطن في الطابق السفلي، وصرخ في وجهه قائلاً: «إذا فعلت مجدداً ما فعلته الليلة الماضية سأقتلك!». وعندما حاول المستأجر معرفة المقصود، كرر الجار العبارة بصوت أعلى، ثم قال: «لا تتظاهر بأنك لا تعرف ما فعلت»، قبل أن يقتحم الممر الداخلي للشقة ويركل الأحذية والحقائب، ثم يغادر غاضباً ويغلق الباب بقوة. المستأجر المصدوم اتصل بخدمة الطوارئ المعنية بالإزعاجات وكذلك بالشرطة. وبعد الحادثة، شعر بخوف شديد ولم يعد يشعر بالأمان للإقامة في الشقة، ما دفعه إلى فسخ عقد الإيجار. شركة «ستورننغسخورين» (Störningsjouren) التابعة للبلدية بدأت تحقيقاً، تبيّن من خلاله أن هذه الحادثة لم تكن الأولى، مما دفع شركة الإسكان البلدية إلى إرسال إشعار بفسخ عقد الإيجار للجار المعتدي، الذي بدوره طعن في القرار وأُحيلت القضية إلى هيئة تسوية النزاعات السكنية (Hyresnämnden). اقرأ أيضاً: "لم أعد أستطيع النوم".. شكوى غريبة تنتهي بتحقيق رسمي في السويد تهديدات سابقة ومضايقات مستمرة المرأة التي كانت المستأجرة الأصلية للشقة أوضحت أنها تعرّضت للمضايقة من نفس الجار بعد فترة قصيرة من انتقالها للسكن. فقد قام بطرق عنيف على بابها، وعندما نظرت من العين السحرية رأت أنه يمرّر يده على رقبته في إشارة تهديد. ولاحقاً، قال لها إنه كان يسمع ضوضاء من شقتها لمدة عام ونصف، رغم أنها لم تكن قد سكنت فيها إلا منذ شهر واحد فقط. المرأة أبلغت الشرطة والجهات المعنية عدة مرات بسبب طرقات الجار على بابها واستخدامه أدوات صلبة، إضافة إلى تكرار اتصاله بجرس الباب خلال ساعات عملها من المنزل. وتضيف أنها كانت تخشى إصدار أي صوت داخل شقتها، حتى أنها توقفت عن استقبال الزوار. وبعد فترة، هدأت الأوضاع نسبياً، وهو ما شجّعها على تأجير الشقة بالباطن، دون أن تخبر المستأجر الجديد بالتفاصيل – أمر قالت إنها نادمة عليه الآن. استمرار الشكاوى رغم خلو الشقة وفقاً لـ«ستورننغسخورين»، استمر الجار في تقديم شكاوى بشأن الأصوات القادمة من شقة المرأة حتى بعد مغادرة المستأجر الثاني وترك الشقة فارغة. لكنه من جانبه ينكر ذلك، ويزعم أن الشقة لم تكن خالية، بل إن المرأة والمستأجر كانا يتعاونان ضده ويقومان بقرع الدلاء والضرب على السقف ليلاً، حتى ساعات الفجر. الجار الذي وُجهت له الاتهامات وصف نفسه أمام هيئة تسوية النزاعات بأنه رجل مسالم، نافياً أن يكون قد هدد أحداً أو اقتحم الشقة. لكنه أقرّ بأنه كان غاضباً لأنه لم ينم منذ يومين. وأضاف أنه يعيش في الشقة منذ ما يقارب 40 عاماً، وأن عقد الإيجار هو مصدر الأمان الوحيد في حياته، حيث لا يملك أسرة أو شبكة دعم اجتماعي. قرار بالترحيل واستئناف أمام المحكمة الهيئة رأت أن سلوك الرجل شكّل مصدر إزعاج شديد لجيرانه، استناداً إلى إفادات الشهود والأضرار الواضحة على باب الشقة. واعتبرت أن حادثة الاقتحام والتهديد تشكل خرقاً جسيماً لعقد الإيجار، وقررت فسخ العقد وإلزامه بإخلاء الشقة. الرجل قام باستئناف القرار أمام محكمة الاستئناف.