في زمن الإنترنت والمصادر المفتوحة، ما زالت الخرافات تسيطر على الكثير من الشباب، خاصة عندما يتعلق الأمر بأجسادهم. العادة السرية، أو ما يُعرف علميًا بالاستمناء، لا تزال موضوعًا محاطًا بكم هائل من المفاهيم الخاطئة في مجتمعاتنا، تُتداول بين الأهل، الأصدقاء، وبعض رجال الدين — دون أي سند طبي أو علمي. لهذا، نقدم في هذا المقال أشهر 7 خرافات حول العادة السرية، ونعرضها لكم ضمن هيكل "شطيرة الحقيقة" — حيث نبدأ بالحقيقة، نوضح الخرافة، ثم نعود للواقع العلمي. هذا المقال جزء من حملة مشتركة بين منصة "أكتر" وRFSU، لدعم مشروع "جسدي" باللغة العربية – منصة موثوقة ومجانية للمعرفة حول الجسم، العلاقات، والصحة الجنسية. 1. العادة السرية لا تُسبب العمى أو ضعف البصر. الخرافة: "العادة السرية تُسبب العمى أو ضعف البصر." هذه خرافة قديمة انتشرت في كتب من القرن التاسع عشر، وكانت تُستخدم بهدف ترهيب الشباب من أجسادهم، وليس لحمايتهم. لكنها لا تستند لأي دليل طبي. الحقيقة: لا يوجد أي ارتباط بين ممارسة الاستمناء ومشاكل النظر أو البصر. لم تسجل أي جهة صحية موثوقة هذا التأثير ضمن الأعراض الجانبية. 2. العادة السرية لا تُسبب العقم أو تؤثر على الخصوبة. الخرافة: "الاستمناء يؤدي إلى العقم أو ضعف الخصوبة." هذا الادعاء لا يستند إلى أساس علمي، بل يفتقر إلى أي بيانات تدعمه. الحقيقة: الخصوبة تعتمد على عوامل العمر، الصحة العامة، الهرمونات، ونمط الحياة — وليس الاستمناء. 3. لا علاقة بين الاستمناء والضعف الجنسي. الخرافة: "الاستمناء يُسبب الضعف الجنسي لاحقًا." ينتشر هذا الادعاء بين الشباب دون تفسير علمي واضح، مما يزيد من القلق والوصمة. الحقيقة: لا توجد علاقة مثبتة بين العادة السرية ومشاكل الانتصاب أو الرغبة الجنسية. بل إن فهم الشخص لجسده يمكن أن يُعزز من صحة علاقاته الحميمة 4. العادة السرية لا تُضعف التركيز أو الذاكرة. الخرافة: "الاستمناء يؤثر سلبًا على العقل أو الذاكرة." هذا التصور منتشر، خاصة في سن المراهقة، لكنه يفتقد لأي دليل علمي. الحقيقة: التأثير النفسي السلبي قد يكون نتيجة الشعور بالذنب أو العيب، وليس بسبب الممارسة نفسها. التربية الجنسية السليمة تُساهم في توازن أفضل. 5. الفتيات أيضًا يمارسن العادة السرية. الخرافة: "العادة السرية تخص الذكور فقط." هذا الادعاء يعكس نظرة غير متوازنة للجنس والخصوصية الجسدية. الحقيقة: دراسات متعددة تؤكد أن نسبة كبيرة من الفتيات يمارسن الاستمناء، خاصة خلال سن البلوغ. الاختلاف هو في مستوى الحديث العلني فقط. 6. لا يوجد إجماع ديني مطلق حول حرمة العادة السرية. الخرافة: "العادة السرية حرام تمامًا في كل الأديان." غالبًا ما يُستخدم هذا القول لترسيخ الشعور بالذنب. الحقيقة: الآراء الدينية حول الاستمناء تختلف بين المذاهب والمدارس. لكن جميع التفسيرات تؤكد على أهمية النية، والسياق، وعدم إيذاء النفس. لا يجوز استخدام الدين لإرهاب الناس من أجسادهم. 7. لا علاقة بين العادة السرية وحب الشباب أو تساقط الشعر أو ألم الظهر. الخرافة: "العادة السرية تُسبب حب الشباب وألم الظهر وتُساقط الشعر." هذه خرافة منتشرة لكنها غير مدعومة علميًا. الحقيقة: هذه الأعراض غالبًا ما تكون ناتجة عن عوامل مثل التوتر، التغيرات الهرمونية، أو النظام الغذائي، ولا علاقة لها بالاستمناء. هل للعادة السرية فوائد؟ نعم، وهذه أبرزها: العادة السرية ليست فقط سلوكًا طبيعيًا، بل هي أيضًا وسيلة لفهم الجسد وتقدير الذات. وكما جاء في منصة "جسدي" التابعة لـ RFSU: (الجمعية الوطنية السويدية للتربية الجنسية): "معظم الناس يمارسون العادة السرية بهدف الاستمتاع. وهي تساعدك على التعرّف على جسدك ومعرفة ما يمنحك الشعور بالمتعة." (ترجمة من الفيديو التعليمي على: mybody.rfsu.se/ar/videos/male-genitals) هذا النوع من العلاقة الصحية مع الجسد لا يعني الإفراط، بل يعني الاحترام والفضول الإيجابي، خاصة في مرحلة البلوغ أو عند غياب المعلومات السليمة من الأهل أو المدرسة. أما أبرز الفوائد المثبتة علميًا فهي: تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج تعزيز النوم من خلال إفراز هرمونات الراحة مثل الأوكسيتوسين التخفيف من آلام الدورة الشهرية والتشنجات زيادة الفهم الذاتي وتقدير الذات وربما تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال (وفقًا لدراسات معينة) وفي النهاية: العادة السرية ليست مرضًا، ولا خطرًا، ولا سببًا في أي خلل جسدي أو نفسي. ما يُسبب القلق والمشاكل النفسية هو غياب الحوار الصحي، وتكرار الخرافات، والتربية القائمة على التخويف بدل الفهم. لبناء جيل صحي نفسيًا وجسديًا، يجب أن نبدأ من مفهوم علمي، يجب أن نبدأ من هنا: بالفهم، والثقة، والحديث الصريح. للمزيد من المعلومات الموثوقة حول الجسد والبلوغ والصحة الجنسية، يمكنك زيارة المنصة العربية المعتمدة التابعة لـ RFSU: جسدي – فيديوهات حول البلوغ