في هذا العصر الذي يتّسم بالتطوّر التكنولوجي المتسارع والانغماس في العالم الرقمي، نتعامل مع الأرقام والمعلومات، وقد ننسى مشاعرنا وحدسنا ونصبح مغرّبين عن أشياء لطالما اعتبرناها "مقدّسة". قد لا يكون مصدر قداسة هذه الأشياء لدينا سوى شعورٌ يذكّرنا بالماضي، أو ربّما استمرار لعاداتٍ ومعتقداتٍ هي جزءٌ من تكويننا ومستقبلنا الذي نحبّ أن نحياه.
لهذا نبدأ بالبحث جاهدين عن وسائل وأدوات تذكّرنا بنقاء ما نعتبره مقدّساً. وبينما بعضنا يقف عند حافّة الحلم، يتمكّن آخرون منّا من المضي خطوات في تحقيق الهدف الذي كنّا نبحث لأجله. من هذه النقطة بالذات، بدأ تيبو محمود Tippu Mahmood، رائد الأعمال الذي يعيش في ستوكهولم، بتطوير جهاز "إحساس القبلة Qiblasense"، الذي يهدف إلى خدمتنا بشكل عملي، وفي الوقت ذاته منحنا نقاء قداسة البحث عن القبلة أثناء الحاجة الروحيّة إليها.
آخر الأخبار
"Qiblasense" هو باختصار جهازٌ يمكّنك ارتداءه قريباً من قلبك على شكل قلادة، أو حمله معك على شكل مسبحة، ليمكّنك من تحديد اتجاه القبلة، باهتزازٍ يصل منه إلى القلب مباشرة، فيساهم في خدمة هدفه العملي بإيجاد اتجاه القبلة بدقّة، ولكن أيضاً ليكون رفيق دربٍ يساهم في تذكير من يتوجّه إلى الله بأنّه قريبٌ يجيب من يرنو إليه.
الهرب من التشتت وإعادة اكتشاف القبلة
تواصلنا مع تيبو لنفهم أكثر عن ابتكاره، فأخبرنا بأنّ الفكرة بدأت تختمر في رأسه بسبب رحلاته الكثيرة، الأمر الذي يفرض عليه التواجد في أماكن قد يكون من الصعوبة فيها تحديد القبلة.
لكن لماذا لم يستخدم تيبو ببساطة تطبيقات القبلة المتاحة على الهواتف الذكية، وتكبّد عناء إيجاد جهاز. يجيب تيبو بنفسه عن ذلك بالقول: "لاحظتُ أنّ معظم الناس الذين يستخدمون هذه التطبيقات منزعجون منها، فعندما يقوم المصلون بفتح هواتفهم لاستخدام التطبيق، ينتهي بهم المطاف مشتتين بسبب الإشعارات داخل وخارج التطبيق… تحدثت مع عددٍ من الأصدقاء عن الحاجة لوجود شيء أبسط وأكثر نقاءً ليساعدنا في إيجاد الاتجاه الصحيح".
يمكنني أن أضيف إلى سبب تيبو سبباً آخر سمعته من عددٍ من أصدقائي الذين يواظبون على الصلاة وهم على سفر. إنّ الكثير من التطبيقات المتاحة على ما يبدو لا تعطيهم الاتجاه الدقيق، فقد تعطيهم اتجاهات مختلفة على هواتف مختلفة. لا أدري السبب في ذلك، فقد يكون أخطاء في التطبيق، أو ربّما هي حالات غشّ من المطورين، لكن النتيجة واحدة: لم يعد بإمكان أصدقائي الوثوق بهذه التطبيقات.
لماذا Qiblasense مميّز؟
يعمل جهاز Qiblasense بالاعتماد على مستشعرات إلكترونية داخله، مصممة لالتقاط قطبيّة الأرض حيث يكون الشخص. وبناء على تحديد الاتجاهات، يمكنها أن تحسب بشكل دقيق جداً اتجاه القبلة.
بعد أن يتمّ تحديد الاتجاه، بالاعتماد على دوران مرتدي Qiblasense، يُصدر الجهاز اهتزازاً قريباً من القلب ليُنبئ حامله بأنّه يقف على الاتجاه الصحيح في مواجهة الكعبة. إنّ الجهاز مصمم ليُشعر المستخدم بالقشعريرة المتناسبة مع صلاته، وهو في هذه النقطة كما يصفه مبتكره: "إنّه كما نحبّ أن نسميه: بوصلة قلبك".
هديّة أنيقة
يأمل تيبو بأن ينتشر منتجه ليكون بمثابة جسرٍ يسهّل تواصل المؤمنين مع شعائرهم ومعتقداتهم. ويقول: "هذا ما نأمله، إن شاء الله. أعتقد بأنّه سيكون هديّة جميلة في عيد الفطر هذا العام، ولكن أيضاً آمل أن نستمر بإضافة نسخ أكثر تطوراً من حيث المواد بالتعاون مع المطورين في السنوات القادمة".
إنّ Qiblasense كما يظهر اسمه قد اختار الجمع بين عالم التقاليد والحداثة التي تمنع التشتت. فمن ناحية يحمل في اسمه دلالة على هدفه الكلمة العربية التي انتشرت بين مسلمي العالم: القِبلَة، حيث يوجّه المسلمون ناحية الكعبة وجههم أثناء الصلاة أينما كانوا. ومن ناحية أخرى حمل في اسمه الكلمة الإنكليزية sense، معتمداً على كون الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشاراً في العالم، والتي ستضمن فهم جميع المسلمين الراغبين باستخدام الجهاز لهدفه دون عناء.
، بتصميمه الأنيق والبسيط، يرتدي ثوب الحداثة مع الحفاظ على جوهر العبادة التقليدية. هو ليس مجرد وسيلة لتحديد اتجاه القبلة، بل هو رفيق يهمس في أذن الروح، موجهًا إياها نحو مكة بدقة متناهية. الهتزاز الذي يصدر عنه، والذي يلمس القلب مباشرة، يعد تذكيرًا حميميًا بأن الله دائمًا قريب، وأن كل لحظة صلاة هي فرصة للتواصل المباشر مع الخالق.
في الختام..
لا يمكننا إلّا أن نتمنى التوفيق لتيبو ومجموع فريق تطوير Qiblasense، ففي النهاية، يحمل المنتج جهداً عقلياً، وبُعداً روحياً يجب علينا أن نتوقّف عنده لحظات للشعور به.
في الوقت الحالي يمكن للراغب باقتناء Qiblasense أو إرساله كهديّة علّه يُفرح قلب عزيزٍ عليه، أن يطلبه إلكترونياً من https://www.qiblasense.com/