عانى مئات الآلاف من الأشخاص في السويد من أنواع مختلفة من الفوبيا، كخوفهم من الثعابين والعناكب والمرتفعات والظلام. لكن ما أكثر هذه المخاوف انتشاراً؟ وكيف يمكن التخلص منها؟"يشبه الأمر الذهاب إلى طبيب الأسنان، يكون غير مريح أثناء الجلسة، لكنه مريح جداً بعد الانتهاء"، قال عالم النفس جيريمي راي. انتشر استخدام كلمة "فوبيا" في الحياة اليومية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الفرق كبير بين معناها الشائع وما يُعتبر فوبيا حقيقية من وجهة نظر علم النفس. أوضح عالم النفس والمحاضر في قسم علم النفس بجامعة غوتنبرغ "Göteborgs universitet"، جيريمي راي، أن العديد من المصطلحات العلمية تحوّلت بمرور الوقت إلى كلمات متداولة بين الناس، لكنها غالباً ما فقدت معناها الأصلي.وقال: "إذا كان لدى الشخص رغبة في السيطرة، قد يقول إنه مصاب بالوسواس القهري OCD، بينما نحن كأخصائيين نقصد بذلك حالة شديدة التأثير، وليس مجرد شعور عابر". فرّق راي بين الخوف الطبيعي والفوبيا، وقال إن الفوبيا ليست مجرد شعور بالخوف، بل حالة من الرعب غير المنطقي تؤثر على حياة الإنسان بشكل سلبي.وأضاف: "يدرك الشخص المصاب أن خوفه غير منطقي، لكنه لا يستطيع السيطرة عليه. قد يكون للخوف منطق محدود، لكن في حالة الفوبيا يكون مبالغاً فيه". الإصابة بالخوف من العدوى والطيران والحقن أكثر انتشاراً كشفت الإحصائيات أن نحو 5 بالمئة من سكان السويد يعانون من أحد أنواع الفوبيا. وحدد راي أكثر هذه الفوبيات شيوعاً، وهي: الخوف من العدوى، الخوف من الطيران، الخوف من الدم أو الحقن، ورهاب الأماكن المغلقة.وشملت القائمة أيضاً الخوف من الكائنات الصغيرة مثل العناكب والحشرات والثعابين والطيور. أشار راي إلى أن عدداً قليلاً فقط من المصابين يطلبون المساعدة، رغم أن الفوبيا تؤثر بوضوح على حياتهم اليومية.وقال: "يُعتبر علاج الفوبيا من أكثر العلاجات نجاحاً وسهولة، ويمكن التخلص منها بشكل فعّال في وقت قصير". أثبت العلاج بالمواجهة فعاليته رغم صعوبته أوضح راي أن الطريق إلى العلاج يمرّ عبر كسر الصورة الذهنية الخاطئة عن خطورة المسبب.وأضاف: "لا يمكن تجاوز الفوبيا بالكلام فقط، بل يجب أن يواجه الشخص ما يخشاه. بالنسبة لمن يخاف من العناكب، قد يكون مجرد التواجد في نفس الغرفة مع واحدة منها خطوة كبيرة، وربما هذا ما يجعل البعض يتردد في طلب المساعدة".وقال: "يشبه العلاج زيارة طبيب الأسنان، قد يكون مزعجاً أثناء الجلسة، لكنه مريح جداً بعد انتهائها". حذّر من العلاج الذاتي ونصح بالاستعانة بمتخصصين حاول كثيرون معالجة أنفسهم عبر تعريض أنفسهم لما يخافونه، لكن راي حذّر من هذه الطريقة، لأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.وقال: "يصعب على الشخص أن يتحكم بالظروف المحيطة خلال التعرض الذاتي. مثلاً، قد يحاول لمس عنكبوت ثم يشعر بالخوف ويفرّ، فيرتبط الحدث بتجربة سلبية ويزداد الخوف بدلاً من أن يقل". اعتمد علاج الفوبيا، بحسب راي، على ثلاثة عوامل رئيسية: عدد مرات التعرض، مدة كل مرة، ومستوى الانزعاج المصاحب.وأكد أن غالبية حالات الفوبيا يمكن علاجها خلال فترة قصيرة.وقال: "يتراوح وقت العلاج بين ساعة وعشر ساعات فقط. فعلاج فوبيا العناكب عادة ما يكون أسرع من علاج فوبيا التقيؤ أو الطيران، لأن الأخيرة تتطلب تخطيطاً أكبر لجلسات المواجهة".