في حديثه الأخير، تطرق دانييل أكينين Daniel Akenine، مدير التكنولوجيا في Microsoft على مستوى السويد، وعضو الأكاديمية الملكية للعلوم الهندسية، إلى تأثير التكنولوجيا الجديدة على المجتمع والاقتصاد، وخصوصاً الذكاء الاصطناعي (AI) الذي بدأ يُظهر تأثيراته المباشرة على العديد من الصناعات. من خلال محاولة التنبؤ بالمستقبل، يسلط أكينين الضوء على كيفيّة تغيّر "قواعد اللعبة"، وعلى الفرص التي يمكن أن يجلبها، ناهيك عن التحولات التي ستحدث بالتأكيد بسببه.تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملأحد الأمثلة البارزة التي يُشير إليها أكينين هو استخدام شركة Klarna لمساعد خدمة عملاء هو "آلة" ذكاء الاصطناعي، والذي يؤدي عمل ما يعادل 700 موظف بدوام كامل في خدمة العملاء، مع الحفاظ على مستوى رضا العملاء نفسه. يحسّن هذا الابتكار أرباح الشركة بمقدار 400 مليون كرون، ويُسرع الخدمة بشكل ملحوظ.يثير هذا التطور أسئلة عميقة حول مستقبل العمل وكيفية تنظيم المجتمع في ظل تقلص الحاجة إلى العمالة البشرية التقليدية. ومع ذلك، لا يبدو أن أكينين متشائم، فهو يتحدّث عن كيف أنّ التكنولوجيا يمكن أن تُحرر الوقت ليُستثمر في أعمال أخرى أو في الحصول على المزيد من أوقات الفراغ، ممّا يعزز الإنتاجية والإبداع.العواقب طويلة الأمد للذكاء الاصطناعييناقش أكينين الآثار طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي، مقارناً إياها بتأثيرات التحولات التكنولوجية السابقة مثل الكهرباء، التي لم تغير فقط كيف نعيش داخل منازلنا ولكن أيضاً هيكل مدننا. يُشدد على الحاجة لتقييم تأثير الذكاء الاصطناعي بنظرة متعددة الأبعاد، متسائلاً كيف سيُغير مجتمعاتنا، من نظامنا الضريبي والتأمين الصحي إلى بنيتنا التحتية والثقافة.نحو مستقبل مُعاد تشكيله بواسطة الذكاء الاصطناعييُلقي أكينين الضوء على قضايا مثل تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة التأمينية والتغيرات المحتملة في العمل وأسلوب الحياة. يُثير أسئلة حول كيفية تنظيم مجتمع حيث لا نحتاج إلى العمل بنفس القدر، وما يعنيه ذلك للإيرادات الضريبية والاقتصاد.فمن ناحية التأمين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدّر المخاطر بشكل شديد الدقة بناء على البيانات التي يتم منحها له بشكل دوري. سواء أكانت هذه البيانات مرتبطة بالأمراض أو الحوادث المحتملة.أمّا العمل، فيرى أكينين بأنّ الراحة من العمالة التي لا تحتاج إلى ابتكار أعلى، تعطي الوقت لنا كي نساهم بشكل أكبر في المجتمع والديمقراطية، والأهم أن ترتفع سوية العمل الذي نقوم به. ويشير أكينين إلى أنّنا نقدّر مفهوم العمل بشكل خاطئ.يُؤكد أكينين على أهمية التكيف والاستجابة المبكرة لهذه التغييرات، مُشيراً إلى أن الدول التي تتكيف وتستفيد من "قواعد اللعبة" الجديدة ستكون في موقع يُمكنها من الاستفادة بشكل إيجابي من الذكاء الاصطناعي. ويُعبر عن أمله في أن تكون السويد من بين هذه الدول، مُناشداً للتفكير الاستراتيجي والابتكار في مواجهة التحديات والفرص الناتجة عن التقدم التكنولوجي.