أتيتُ إلى السويد لأعيش مع أطفالي فانتهى بي الحال مشرداً.. قصة المهاجر أمجد سلطان image

عروة درويش

null دقائق قراءة|

أخر تحديث

أتيتُ إلى السويد لأعيش مع أطفالي فانتهى بي الحال مشرداً.. قصة المهاجر أمجد سلطان

أخبار-السويد

Aa

المهاجر أمجد سلطان

Foto: خاص أكتر

في عمق انشغال الناس في السويد بهمومها، تمرّ قصص أشخاص يعانون صعوبات متعددة، وهذه هي قصّة أمجد أبو سلطان، الشاب فلسطيني الأصل الذي واجه العديد من التحديات في رحلته في السويد التي لم تتجاوز العامين من وصوله إلى هنا. قصّة أمجد تجسّد جانباً نعاني منه جميعاً في السويد، ورغم أنّ معاناتنا قد لا تكون متطابقة، ولكنّها بالتأكيد قصّة تستحق النظر.

أمجد الرجل الذي يقول بأنّه يمتلك قلبًا كبيرًا وحبًا لا حدود له لأطفاله الأربعة، قرر السفر من غزة، وهو حامل البكالوريوس والموظف فيها، إلى السويد ومعه أربعة أطفال، بهدف تحقيق لم شمل عائلته واللحاق بزوجته التي سبقته بأربعة أعوام. كان الفصل الأخير من حياته مليئًا بالانفصال والخيبات، ولكنه لم يفقد الأمل حتّى اللحظة في إيجاد مستقبل أفضل مع أبنائه.

أمجد مع أطفاله
Foto: خاص أكتر

الخيال والواقع

عندما وصل إلى السويد إلى أنغريد، تفاجأ أمجد بأنّ الحياة مع زوجته ليست بالسعادة التي كان يأملها، لينتهي الخلاف معها العام الماضي بواقعة غير متوقعة؛ حيث دارت معركة عنيفة بينه وبينها في الشارع، وكما ادّعى، فقد تهجمت عليه وتركت آثار يديها على رقبته، لدرجة اضطرّت الموجودين في الشارع لطلب الشرطة.

اتهم أمجد زوجته بالتهجّم عليه في تقرير الشرطة، وهي بدورها اتهمته بالمثل وبأنّه يشكّل تهديداً لها. لهذا السبب لجأت الزوجة إلى السوسيال، الذين منحوها ملجأ آمن لها وللأطفال، لتحصل بعدها على حضانتهم بنسبة 100٪.

يقول أمجد بأنّ الشرطة والمدعي العام قاموا بإسقاط التهم الموجهة ضدّه، ولكن كان السوسيال واضحاً في أنّ قراراته تُبنى على اعتبارات مختلفة عن اعتبارات الشرطة، ولهذا فقرارهم يهدف إلى حماية المرأة والأطفال من التهديد المحتمل. يمكننا فهم ذلك، فعندما طلبتُ من أمجد عنوان أو رقم زوجته لأتواصل معها وأسألها عمّا حدث، أخبرني بأنّهم حجبوا معلومات التواصل بها ووضعوها في "منزل آمن". كنت أتمنى لو استطعت التواصل مع الزوجة وأخذ تصريحها، وربّما إن كانت تقرأ هذا المقال وأرادت أن تضيف له شيئاً فسأكون مستعداً لوضع رأيها في مقال لاحق.

حاول أمجد أن يظهر للسوسيال بأنّه حنون مع أطفاله بدلالة الصور والفيديو، ولكن وجدت السوسيال أنّ هذه الأدلة ليست كافية ويمكن التلاعب بها، أو أنّه تمّ تصويرها في لحظات مخصصة.

أمجد مع أطفاله
Foto: خاص أكتر

مرض وظروف صعبة

تمّ نقل أمجد إلى Varberg، ولكن قبل ذلك قيل له أنّ عليه أن يتدبّر أموره لوحده لفترة، وأثناء بقائه في منزل صديقه أغمي عليه وتم إسعافه إلى المشفى، ليتبيّن بأنّ لديه مشاكل في الأعصاب والشرايين. يقول أمجد بأنّه سكن في الأوتيلات وفي بيوت المشردين قبل أن يؤمّن له السوسيال غرفة في فيلا.

وفي الوقت ذاته في شهر 8 من عام 2022 كان وقت تجديد إقامته قد حان، وقد قدّم طلباً، ولكن لم يحصل على الجواب حتّى الآن. يقول أمجد بأنّ الهاندليغره اضطرّ لإنهاء المقابلة بشكل أبكر بعد أن تبيّن له أن وضعه الصحي لا يسمح له بالبقاء طويلاً.

ورغم ذلك يستغرب أمجد من أنّ الطبيب عندما كتب تقريره إلى مصلحة الهجرة، أورد فيه بأنّ أمجد صحيح الجسم ولا يؤثر عليه سفره.

في حال رفض تجديد إقامة أمجد، قد يضطرّ للذهاب وتقديم طلب لجوء. ولكن وفقاً لما نقل لنا عن محاميه، ففرصه في الحصول على اللجوء ضعيفة، ناهيك عن فترات الانتظار الطويلة.

Foto: خاص أكتر

ما الذي يريده أمجد؟

عند سؤال أمجد عمّا يريده اليوم، قال: "لقد حرمت من أطفالي الذين أحبّهم وضحيّت كثيراً في سبيل سعادتهم رغم أنني لستُ مخطئ. عندما أتيت إلى السويد مع أولادي، هدفي كان أن أعيش معهم حياة كريمة، لا لأجد نفسي مرمياً بدونهم، أخرج من تحقيق إلى تحقيق. المشكلة التي حدثت لا دخل لي بها، وليس عليّ أن أتحمّل وزرها… لقد ذكرتُ ما حدث بالأدلة لجميع الجهات التي قابلتها ولم يستجب أحد، فكيف لي أن آخذ حقي؟".

في نهاية القصة، لا يمكننا سوى أن نأمل أن يجد أحمد العدالة التي يستحقها.

اقرأ ايضا

شارك المقال

أخبار ذات صلة

لم يتم العثور على أي مقالات

المزيد

ستوكهولم
مالمو
يوتوبوري
اوبسالا
لوند
لم يتم العثور على أي مقالات