أثَّرت أزمة حرق القرآن على علاقات السويد بالمجتمع الدولي، وقد أكدت Säpo تدهور الوضع الأمني في البلاد لا سيمل بعد اندلاع الاحتجاجات في عدة دول إسلامية. وإلى ذلك، يمكن تلخيص الأزمة في خمس نقاط رئيسية:1-في عيد الفصح 2022، قام راسموس بالودان، زعيم حزب "Stram Kurs" اليميني المتطرف في الدنمارك، بزيارة عدة مدن سويدية لتنفيذ حرق علني للقرآن، ما أدى إلى اندلاع أعمال شغب عنيفة في تلك المدن، تسببت في أضرار واعتداءات على رجال الشرطة.Foto Geir Eriksen2- في يناير/ كانون الثاني لعام 2023، قام راسموس بالودان بحرق نسخة من القرآن بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في تركيا ودول أخرى. وعلى الرغم من رفض منح تصاريح لحرق مزيد من النسخ القرآنية في وقت لاحق، تبين أن الشرطة لم تكن لديها السلطة لرفض تلك التصاريح بناءً على مراجعة قانونية لاحقة.Foto Pavel Koubek/TT3- في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز لعام 2023، قام العراقي سلوان موميكا بحرق نسخة من القرآن خارج مسجد في منطقة ميدبورجاربلاتسن Medborgarplatsen في ستوكهولم، ما أدى إلى انطلاق احتجاجات في مناطق مختلفة، بما في ذلك اجتماع للمحتجين أمام السفارة السويدية في بغداد حيث دخل بعض المحتجين إلى داخل المبنى.Foto Oscar Olssonنتيجة لهذه الأحداث، قررت المغرب سحب سفيرها احتجاجاً على تصرفات السويد، في حين قررت إيران عدم إرسال سفير جديد إلى السويد. وبدورها، استدعت الكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية والمملكة العربية السعودية والعراق سفراء السويد في بلادهم بسبب حرق القرآن. في وقتٍ عبّر فيه رئيس وزراء باكستان عن استيائه الشديد. من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم ٥٧ دولة عضواً، لاتخاذ إجراءات جماعية لمنع حدوث مثل هذه الأعمال في المستقبل.4- في الفترة الممتدة من 19 إلى 20 يوليو/ تموز، قام متظاهرون باقتحام السفارة السويدية في العراق، وأضرموا النيران في المبنى، وتم إجلاء الموظفين السويديين بأمان.هذا واندلعت احتجاجات ردّاً على قرار منح الإذن بحرق نسخة من القرآن مرة أخرى خارج السفارة العراقية في ستوكهولم. وعلى الرغم من تنفيذ المظاهرة، إلا أن حرق القرآن نفسه لم يحظ بالاهتمام الكبير، ولم يتم اتخاذ إجراء بشأنه، ما دفع العراق لإعلان قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع السويد.Foto Geir Eriksen5- في الفترة الممتدة من 20 إلى 22 يوليو/ تموز، اتهم آية الله علي خامنئي، المرجع الروحي والسياسي لإيران، الحكومة السويدية بالتوجه نحو الحرب مع العالم الإسلامي. وانضمت حركة حزب الله الشيعية في لبنان إلى هذا الاتهام وطالبت بطرد المبعوث السويدي في البلاد واستدعاء سفير لبنان من السويد.على صعيد آخر، استدعت السعودية ممثل السويد في الرياض، وطالبت الأردن أيضاً باستدعاء سفير السويد إلى وزارة الخارجية. وشددت دول أخرى مثل تركيا وسوريا وقطر على انتقادها الشديد للأحداث التي جرت يوم الخميس.وعليه، تظل أزمة حرق القرآن تحدياً كبيراً أمام السويد وعلاقاتها الخارجية، لا سيما مع تصاعد التوترات والانتقادات من دول ذات أغلبية مسلمة.