تعتبر "الجمعة 13" من أشهر الخرافات المتعلقة بالحظ السيء التي تجتاح العديد من الثقافات حول العالم. يجمع هذا التاريخ بين الرقم 13، الذي يعتبر رمزًا للتشاؤم في العديد من التقاليد، ويوم الجمعة، الذي يرتبط بأحداث سلبية تاريخية في العديد من المجتمعات. ولقد تطورت هذه الخرافة على مر العصور، بحيث صارت جزءًا من المعتقدات الشعبية المترسخة في أذهان الكثيرين.أصل الأسطورة: يرجع جزء من الخوف المرتبط بالجمعة 13 إلى جذور دينية وتاريخية. ففي المسيحية، يرتبط هذا اليوم بصلب المسيح، الذي يقال إنه حدث يوم الجمعة بعد "العشاء الأخير" الذي حضره المسيح مع 12 من تلاميذه، وكان التلميذ الخائن، يهوذا الإسخريوطي، الضيف الثالث عشر.من جهة أخرى، لا يعتبر يوم الجمعة الثالث عشر سيئ الحظ في جميع الثقافات أو الأديان.فاستناداً إلى التقويم الهندوسي، يُطلق على اليوم الثالث عشر اسم "Trayodashi"، حيث يعبد الناس شيفا Shiva، الإله الثالث في الثلاثية الهندوسية.وفي اليونان والدول الناطقة بالإسبانية، يعتبر أيضاً يوم الثلاثاء الثالث عشر مشؤوماً، بينما هذا التاريخ في إيطاليا هو يوم الجمعة السابع عشر.كما شهد تاريخ الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 1307 حدثًا كبيرًا آخر يُعتقد أنه ساهم في تعزيز الخرافة؛ حيث أمر الملك الفرنسي فيليب الرابع باعتقال مئات من فرسان الهيكل، ما أدى إلى سلسلة من الأحداث التي أسهمت في خلق هذه الصورة المشؤومة(التحليل المعاصر: يعتبر هذا اليوم في العصر الحديث رمزًا للرهاب المعروف باسم "الخوف من الرقم 13"، أو ما يُعرف علميًا بـ triskaidekaphobia. ويعاني العديد من الأشخاص من هذا الخوف بشكل غير عقلاني، إلى درجة أن بعض ناطحات السحاب والمباني الشاهقة تتجنب وضع الرقم 13 في طوابقها. كما أن هناك أفلامًا وروايات استغلت هذه الخرافة لتقديم قصص رعب وحكايات غامضة، مما ساهم في تعزيزها وانتشارها(حدوث "الجمعة 13": على الرغم من سمعتها السيئة، فإن الجمعة 13 ليس نادرًا كما يعتقد البعض، حيث يُلاحظ أنه يحدث مرة واحدة على الأقل في السنة وفقًا للتقويم الغريغوري، وقد يتكرر ثلاث مرات في السنة الواحدة كحد أقصى. ولحدوث الجمعة 13، يجب أن يبدأ الشهر بيوم الأحد(تبقى أسطورة "الجمعة 13" راسخة في أذهان الكثيرين رغم عدم وجود أدلة علمية أو تاريخية تدعم فكرة أنها تجلب الحظ السيء. ومع ذلك، فإنها تظل جزءًا من التراث الشعبي والأساطير التي تستمر في إثارة الفضول والخوف على حد سواء.