قد يشعر العشاق عند زيارتهم باريس بخيبة أمل عندما يعلمون أن الدائرة الثامنة عشرة في المدينة قد أعلنت مؤخراً عن خطط للتخلص من "أقفال الحب" الموجودة على قمة تل Sacre Coeur، حيث أن المدينة كانت تسعى لإصدار قرار يمنع إرفاق الأقفال بالجسور والأسوار منذ وقت طويل. ففي البداية، ومنذ عام 2015، قامت المدينة بإزالة أقفال الحب على جسر Pont des Arts الشهير، لتقوم الآن بإزال الأقفال الموجودة على قمة تل Sacre Coeur، ما يعني أنه سيتعين على الأزواج الذين يزورون باريس إيجاد طريقة جديدة لختم حبهم لأن المدينة تتخلص ببطء من هذه الأقفال.هذا وأصدرت الدائرة الثامنة عشرة في باريس في الآونة الأخيرة بياناً يَعِدُ بإزالة أقفال الحب التي تغطي أسوار مونمارتر، كجزء من خطة "تزيين حيك" التي أطلقتها مؤخراً. وقال مكتب رئيس البلدية إنه "من الناحية الفلسفية، لا توجد حاجة لاستخدام هذه الأقفال للحفاظ على حب الأزواج بعضهم لبعض، فضلاً عن أن ممارسة أفعال كهذه تقوم بتشويه البنية التحتية والفضاء العام". ووفقاً لما ذكرته صحيفة Le Parisien، فستتم إزالة الأقفال تماماً بدءاً من عام 2023. هذا وقام العديد من العشاق حول العالم بشق طريقهم إلى مدينة النور، لعقود من الزمن، لتعليق أقفال الحب على الجسر، أو بوابة مونمارتر، وإلقاء المفتاح بعيداً، حيث يعتبر هذا الأمر أكثر الأنشطة الرومانسية في المدينة والذي يرمز إلى التزام العشاق الأبدي تجاه بعضهم البعض. إلا أن هذه الأقفال، لسوء الحظ، شكّلت مشكلتين رئيسيتين في المدينة: الوزن الإضافي والمظهر غير المقبول. ففي عام 2014، انهار قسم من الشبكة المعدنية على جسر Pont des Arts بسبب الوزن الزائد من أقفال الحب التي أضافت حوالي 45 طناً من المعدن إلى جسر المشاة. كما اعتبر العديد من سكان باريس، علاوة على هذه المخاوف الهيكلية، أن مظهر الأقفال غير مقبول ويقوم بحجب المناظر المطلة على نهر السين والمعالم الأثرية في المدينة. وبناءً عليه، تم إطلاق الالتماسات وتوجيه الرسائل المفتوحة إلى العمدة، حتى بدأت المدينة أخيراً في عام 2015 إزالة هذه الأقفال. ومع ذلك، كان من الصعب جعل السائحين يتوقفون عن ربط أقفالهم بالجسور، ما خلص إلى استبدال الألواح الشبكية السلكية بألواح البرسبيكس من قبل السلطات، الأمر الذي يتم تنفيذه أيضاً على جسر l’Archevêché. إلا أن هذا التقليد استمر بالصمود وشق طريقه إلى قمة تل Sacre Coeur الشهير في مونمارتر، حيث يتم تعليق الأقفال على الأسوار والبوابات. وما أثار استياء السكان أكثر، هو سعي الباعة الجائلون حول مونمارتر إلى الاستفادة من شعبية الأقفال، وبيعها للسياح، إذ إن الأقفال الصغيرة تتراوح أسعارها بين 3 و5 يورو، في حين أن تصل الأكبر حجماً إلى 15 يورو.ووفقاً لكارين طايب Karen Taïeb، نائبة عمدة باريس المسؤولة عن التراث، فقد تم بالفعل إزالة الأقفال ببطء قبل الإعلان عن جهود الإزالة في عام 2023، وقالت لصحيفة Le Parisien: "عندما نرى أن الأوزان أصبحت ثقيلة للغاية، سنقوم بإعلام الخدمات من دار البلدية لإزالة الأقفال. فقد يكون الأمر خطيراً ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الحواجز، كما حدث في Pont des Arts، فضلاً عن كونها مشكلة جمالية وتراثية. فقد كنا نظن أنها بدعة وستختفي مع الوقت، لكنها مستمرة منذ خمسة عشر عاماً". من أين أتى التقليد؟يشير البعض إلى أن التقليد أتى من الأساطير القديمة، مثل قصة امرأة مجرية فقدت عشيقها خلال الحرب العالمية الأولى وقامت بتعليق قفل على كل جسر قاما بزيارته معاُ لتخليد مشاعرهم تجاه بعضهم. إلا أن هذا التقليد أُخذ على الأرجح من الفيلم الإيطالي الشهير الذي تم إنتاجه عام 2007 تحت عنوان “Ho Voglia di Te” ( أريدك)، حيث يحافظ أبطال الفيلم على حبهم من خلال ربط قفل بعمود إنارة في بونتي ميلفو في روما، ثم إلقاء المفتاح في نهر التيبر. وفي عام 2008، انتقل هذا التقليد إلى فرنسا وتحول جسر Pont des Art إلى جسر "أقفال الحب"، لينتشر لاحقاً في جميع أنحاء المدينة ويصل إلى تلال Sacre Coeur.