توصلت شركة مختصة بالأدوية إلى تقنية جديدة تظهر فعالية عالية في مكافحة مرض الزهايمر، حيث لوحظ في دراسة حديثة تباطؤ في وتيرة تدهور حالة المرضى الذين تلقوا دواء " دونانيماب donanemab " مقارنةً بالذين تلقوا دواء وهمي بدون أي تأثير فعلي.وأوضح الأستاذ الدكتور والأخصائي العالمي في جامعة يوتوبوري، هنريك زيتربيرغ، "أن الدواء الجديد يُعطي أملاً كبيراً. فعلى مستوى المجموعة، لوحظ تأثير معتدل على القدرات الإدراكية والوظيفية للمرضى. كما وأظهرت النتائج فعالية الدواء بوضوح عند قياس التغيرات في الدماغ".تجدر الإشارة إلى أن شركة الأدوية، Eli Lilly، قامت بتطوير دواء "دونانيماب"، حيث شملت الدراسة أكثر من 1700 مريض يعانون من أعراض خفيفة لمرض الزهايمر، تم تقديم الدواء لبعضهم، والمادة الوهمية لآخرين، لمدة عامين ونصف. وخلصت الدراسة إلى أن وتيرة تدهور حالة المرضى، الذين تلقوا الدواء، تباطأت بنسبة 35% مقارنةً بالذين تلقوا المادة الوهمية. كما أظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة "Jama" الطبية أن نصف المرضى الذين تلقوا الدواء كانت حالاتهم ثابتة فيما يتعلق بتغيرات الدماغ بعد مرور عامين ونصف.وفي هذا الصدد، أوضح هنريك زيتربيرغ أن المجموعة الأولى لم تختبر أي تدهور في حالتها المرضية. أما في المجموعة التي تلقت المادة الوهمية، والتي شملت أقل من ثلث المرضى، أي ما يعادل 29%، وكانت حالتها الصحية ثابتة. ومع ذلك، تم تسجيل بعض الآثار الجانبية، حيث عانى حوالي 200 مريض من انتفاخ في الدماغ، ولكن في معظم الحالات كان الانتفاخ طفيفاً ولم يظهر أي أعراض. هذا وتم ربط بعض الوفيات السابقة بالعلاج.وأوضح زيتربيرغ أن الانتفاخ يحدث في الدماغ بشكل طبيعي أيضاً في حالات الزهايمر، وبذلك لا يُمكن التأكيد على أن الدواء هو السبب في تلك الوفيات. كما يعتقد أن الآثار الجانبية للدواء يُمكن التعامل معها في المستقبل. من الجدير بالذكر أن مرض الزهايمر يؤدي إلى انكماش وموت الخلايا العصبية في أجزاء مختلفة من الدماغ. ويعود ذلك جزئياً إلى تجمع بروتينات "بيتا-أميلويد" و"تاو"، التي تتشكل في صفائح أو تعقيدات صغيرة داخل الخلايا العصبية وتؤدي في النهاية إلى وفاتها. هذا ويعمل دواء "دونانيماب" على حجب بروتين "بيتا-أميلويد" في الدماغ. ويُذكر أن هذه هي المرة الثانية في العام التي يتم التوصل فيها إلى دواء يؤثر في حجب بروتين "بيتا-أميلويد" في الدماغ، في مراحله المبكرة، لتأخير تقدم مرض الزهايمر.في هذا السياق، قال هنريك زيتربيرغ إن نتائج الدوائين متشابهة إلى حد كبير، وهذا يشير إلى أهمية الصفائح في المرض. ولكن قد يكون لدواء "ليكانيماب lecanemab " تأثير أكثر وضوحاً بعض الشيء، فيما يُمكن إرجاعه إلى كون المرضى في مرحلة مبكرة قليلاً عند بدء الدراسة.هذا وتشير الأدوية الجديدة لعدم قدرتها على علاج مرض الزهايمر أو استعادة وظائف الدماغ المفقودة بالفعل. ولهذا، يأمل زيتربيرغ في أن يتمكن المرضى من تلقي العلاج في مرحلة مبكرة عن طريق الخضوع لاختبارات الدم الجديدة التي تكتشف صفائح "بيتا-أميلويد" قبل 10-20 عاماً من بدء ظهور أعراض المرض.وأضاف زيتربيرغ أن "هذا قد يؤدي إلى وقف تقدم المرض والسيطرة عليه قبل أن يصبح المرء مصاباً به. وبالتالي، يمكن للمرضى أن يحصلوا على سنوات إضافية مع الحفاظ على وظائف دماغية سليمة، وهو أمر ذو قيمة كبيرة".تجدر الإشارة إلى أنه يتم بالفعل استخدام دواء "ليكانيماب" في الولايات المتحدة. ويعتقد هنريك زيتربيرغ أنه قد يتم الموافقة على الدواء الجديد وتوفيره للمرضى في أوروبا خلال بضع سنوات. وأضاف أن الأمر يتوقف جزئياً على سعر الدواء في الشركات. مشيراً إلى أهمية أن تكون الشركات حذرة في هذا الصدد، فإذا كان السعر مرتفعاً جداً، قد لن يكون بالإمكان استخدامه في السويد.