يمكن للأشياء التي يقولها الآباء لأطفالهم أن تشجعهم وتمنحهم الثقة، أو تقلل من احترامهم لذاتهم وتعيقهم عن النجاح في حياتهم، فكيف تتجنب فعل ذلك؟ تقول مارجوت ماكول بيسنو وهي كاتبة وأم ومدربة تربية أبوية، إنه أثناء بحثها وكتابة كتابها، الذي يحمل اسم "تنشئة رائد أعمال" تحدثت إلى 70 من الآباء الذين قاموا بتربية أشخاص بالغين ناجحين للغاية حول كيفية مساعدة أطفالهم على تحقيق أحلامهم.في هذا الصدد، تقول بيسنو أنه على الرغم من أنها كانت مجموعةً متنوعةً من الأعراق والأديان والفئات الاجتماعية والاقتصادية ومستوى التعليم المختلف، فقد أعطى جميع الآباء لأطفالهم نفس الرسائل كل يوم. وكان بعض هذه العبارات حباً قاسياً، بينما قدمت عبارات أخرى حكمةً إيجابية. 1. لا أستطيع أن أفعل كل شيء من أجلككان هؤلاء الآباء على عكس الوالدين المفرطين في الحماية، حيث وضعوا توقعات واضحة ووثقوا في أطفالهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية. والأهم من ذلك أن هذا النهج سمح بحدوث عواقب طبيعية، إذا لم يدرس ابنهم وفشل في الاختبار، فيستخدمون ذلك كفرصة للتفكير والتعلم من خطأهم.في سياق ذلك، عندما كان روبرت ستيفنز، المدير التنفيذي السابق في شركة "Best Buy"، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، قام بخلع جميع مقابض الأبواب في المنزل، وقال ستيفنز عن هذا: «لم يكن والداي غاضبين، لقد قالا لي فقط إن علي إعادتها جميعاً».أصبح ستيفنز بعد ذلك الفتى "الذي يصلح الأشياء المعطوبة" في عائلته. ثم، في سن الرابعة والعشرين، بدأ في تأسيس شركة "Geek Squad"، وهي شركة صيانة باعها لاحقاً مقابل 3 ملايين دولار.2. ابذل قصارى جهدك وكن لطيفاًتعلم جميع رواد الأعمال أهمية حسن الأخلاق والعطف عندما كانوا صغاراً. وفي عام 2006، أسس بليك ميكوسكي شركة TOMS، والتي تبرعت بأكثر من 95 مليون زوج من الأحذية، حيث قدمت شركته نموذج عمل سمي بـ "واحد مقابل واحد"، وهو يتمثل في التبرع بمنتج واحد للأشخاص المحتاجة مقابل كل منتج يشتريه المستهلك.بدوره، قالت والدته أن غرس التعاطف كان جزءاً مهماً في تربية أطفالها: «لقد كنا دوماً نكفل ثلاث أو أربع عائلات في عيد الميلاد من خلال كنيستنا واشترينا الملابس والألعاب التي قدمناها معاً للأطفال». وأضافت إن هذه كانت سياسة الأسرة دائماً، مساعدة من هم أقل حظاً. لقد رأى الأطفال هذه الممارسات في حياتهم كلها.3. إذا لم ينجح شيء ما فلا تحزن قد يتحول إلى شيء جيد لاحقاًتعلم رواد الأعمال في صغرهم أن يتقبلوا الفوز والخسارة بصدر رحب، وألا يكونوا مهووسين بأخطائهم، وكان تغيير الاتجاه ومحاولة نهج جديد أمراً أساسياً أيضاً.حاول جوناثان نيمان تأسيس عدد من الشركات في أيام الكلية، ولم تنجح أي منهما. لكنه تعلم من تجاربه هذه، وبعد التخرج شارك نيمان أصدقاءه في تأسيس شركة Sweetgreen، التي لديها الآن أكثر من 900 موقع في جميع أنحاء البلاد.يقول نيمان: «حتى لو لم يقتنع والدي بفكرة ما، فقد كان يساندني، إن رحلتي في ريادة الأعمال تدور حول المرونة، نستمر في التقدم، نفشل، نحاول ونحاول مرة أخرى، نفشل، نحاول ونحاول ونحاول حتى ننجح».4. ما هو أفضل وأسوأ شيء حدث لك اليوم؟تناقش العائلات المختلفة أحداث اليوم في أوقات مختلفة، مثل رحلة العودة إلى المنزل من المدرسة أو في عطلات نهاية الأسبوع. لكن الكثيرون يجروا محادثات رائعة حول مائدة العشاء، حيث يعلم الأطفال أنه مكان آمن للتحدث.عندما كان المستثمر جي آي والاك طالباً في المرحلة الثانوية، لاحظ أنه لا يوجد تنوع كافٍ في مدرسته، وقام بحملة حول هذا الموضوع، غير أن مدير المدرسة طالبه بالتوقف. ناقش الموقف وكيف شعر بالتفصيل مع والدته في ذلك اليوم، وتقول والدته عن هذا: «قلت له إنه يمكنه متابعة حملته إذا أراد ذلك، وأنه يستطيع التعامل مع الأمر، لكنني لم أتدخل أبداً».اليوم، لا يزال والاك يسعى لتحقيق أهداف يعتقد أنها مهمة، وباتت هذه الأهداف الآن في مجال التكنولوجيا الحيوية والرعاية الصحية إلى جانب كونه شريكاً في شركة Time BioVentures.5. أنا أحبكينشأ كل رائد أعمال وهو يعلم مدى حب عائلته له وإيمانهم به، ووجودهم إلى جانبه دوماً. تقول أليكسيس جونز، صاحبة "أنا تلك الفتاة": «لقد وضعت أمي هذه القواعد لأسرتنا، نحن نحب بعضنا البعض دون أية شروط.. هؤلاء هم عائلتك.. نحن دائماً ندعم بعضنا البعض، لقد جعلني هذا أشعر بأنه لا يوجد شيء مستحيل». كما أرسل آباء 70 رائد أعمال نفس الرسالة لهم: «نحن نحبك.. ونثق بك.. نحن نؤمن بك.. نحن ندعم كل ما تريد القيام به، سنكون دائماً هنا من أجلك».