كشفت دراسة حديثة أن مستويات السعادة والتفاؤل لدى الأفراد تختلف بشكل ملحوظ حسب التوقيت خلال اليوم وأيضًا وفقًا لأيام الأسبوع. وأظهرت النتائج أن الصباح هو الفترة الأكثر سعادة، في حين أن مستويات القلق والتوتر ترتفع مع اقتراب منتصف الليل. كما حلّ يوم الاثنين بين الأيام الأكثر إيجابية، في مفاجأة تخالف التوقعات السائدة. تفاصيل الدراسة الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة يونيفيرسيتي كوليدج لندن ونُشرت في مجلة BMJ Mental Health، شملت 50 ألف شخص بالغ في المملكة المتحدة، حيث أجاب المشاركون على أسئلة تتعلق بمستوى رضاهم عن حياتهم، وشعورهم بالوحدة، ومدى إحساسهم بالمعنى في أنشطتهم اليومية، وذلك على مدار عامين بين مارس 2020 ومارس 2022. الصباح مصدر السعادة.. والقلق يزداد ليلًا كشفت الدراسة أن المشاركين يشعرون بسعادة أكبر في الصباح، بينما تزداد مشاعر القلق وعدم الرضا مع اقتراب منتصف الليل. ويرجع الباحثون ذلك إلى التغيرات الهرمونية، حيث يشهد الجسم ارتفاعًا في هرمون الكورتيزول - وهو المسؤول عن التحفيز والطاقة - بعد الاستيقاظ مباشرة، لكنه ينخفض تدريجيًا مع اقتراب موعد النوم. النتائج الأكثر مفاجأة.. يوم الاثنين ليس الأسوأ! من بين النتائج غير المتوقعة، احتل يوم الاثنين مرتبة متقدمة بين الأيام الأكثر سعادة، إلى جانب الجمعة، حيث أظهر المشاركون ارتفاعًا في مستويات الرضا والشعور بالمعنى خلال هذين اليومين. وعلى العكس، كانت مستويات السعادة أقل خلال يوم الأحد، بينما لم تتغير مستويات الشعور بالوحدة على مدار الأسبوع. لماذا تؤثر أيام الأسبوع على مزاجنا؟ يرى الباحثون أن الاختلاف في المشاعر بين أيام الأسبوع قد يكون مرتبطًا بطبيعة الحياة العملية والأنشطة الترفيهية التي يمارسها الأفراد. حيث أن بداية الأسبوع قد تحمل طاقة جديدة وتحفيزًا لمهام جديدة، بينما يمثل الجمعة نهاية أسبوع العمل وبداية الاسترخاء. وفقًا للدكتورة فييفي بو، إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة، فإن فهم التغيرات المزاجية على مدار اليوم وأيام الأسبوع يمكن أن يساعد في وضع استراتيجيات لدعم الصحة النفسية. وتضيف لشبكة CNN: "معرفة متى يكون الأشخاص أكثر عرضة للشعور بالقلق أو الوحدة قد يساعد المؤسسات والمجتمعات على توفير الدعم في الأوقات المناسبة". ماذا يعني هذا للمجتمع؟ تشير الدراسة إلى أن التقلبات المزاجية قد تكون أكثر حدة خلال عطلات نهاية الأسبوع مقارنة بأيام العمل، وهو ما قد يساعد في تحسين سياسات الصحة النفسية وتوفير الدعم في الأوقات الحرجة. هذه النتائج تفتح باب التساؤل: هل يمكن إعادة تشكيل روتين العمل والحياة الاجتماعية لتحقيق توازن أفضل في الصحة النفسية؟