عندما نفكر في الطعام السويدي، غالباً ما نفكر في كرات اللحم السويدية. في الواقع، كرات اللحم هي واحدة من أفضل المواد الغذائية المتاحة في السويد، ولكن هنالك العديد من الأطعمة اللذيذة الأخرى والتي يمكن تجربتها أيضاً. في مقالنا هذا نستعرض معاً أشهر المأكولات السويدية.1. مربى التوت البرييعد مربى التوت البري (Lingonsylt) من الإضافات الرئيسية على المائدة السويدية تماماً مثل الكاتشب والخردل؛ لذا يعشق السويديون إضافتها إلى العديد من الأطباق، مثل كرات اللحم، والفطائر، وحساء الشعير، ولكن الطريف أنه نادراً ما يوضع على الخبز.في سياق ذلك، يوجد هذا النوع من التوت بكميات كبيرة في جميع أنحاء السويد، ويمكن للجميع التقاطه مباشرةً من الغابات بفضل الحق العام في الوصول إلى الطبيعة (Allemansrätten)، الذي يتيح للجميع التجول بحرية في الطبيعة السويدية والاستمتاع بخيراتها. كما يصنع مربى التوت عادةً في المنزل، ويمكن شراؤه في جميع المحال في السويد.2. الرنجة المخللةلطالما كانت الرنجة المخللة من الأطباق الرئيسية على مائدة الطعام السويدية، وذلك بسبب وفرة سمك الرنجة في كل من بحر الشمال وبحر البلطيق. حيث بدأ السويديون فى تخليل سمك الرنجة منذ العصور الوسطى، كوسيلة لحفظ الأسماك للتخزين والنقل. ويتم علاجها بالملح الذي يزيل معظم الماء من السمك، ثم تُنقّى في خليط الخل والسكر والملح. في كثير من الأحيان، يتم إضافة التوابل أو الأعشاب الأخرى إلى المحلول الملحي، بما في ذلك أوراق الشبت أو الغار.ىوتؤكل في العادة مع الخبز، مع إضافة بعض الملحقات مثل البطاطس والقشدة الحامضة والبصل الأخضر والأجبان والبيض.3. الخبز المقرمشلدى السويد تقاليد طويلة في استهلاك الخبز المقرمش (Knäckebröd)، وقد عُرف الخبز المقرمش في معظم الأسر منذ العام 500 ميلادي، حيث يتم خبز المقرمش من أربعة مكونات فقط: دقيق الجاودار غير المملح، الخميرة، والملح والماء. ويتكون الخبز على شكل كعكات رقيقة ومسطحة تُخبز بسرعة على درجة حرارة عالية.جدير بالذكر، أن الخبز المقرمش غني بالألياف ومنخفض السعرات الحرارية أكثر من البدائل اللينة ويصنف كخيار جيد لاحتوائه على كربوهيدرات بطيئة. لذلك فإن شطيرة الخبز المقرمشة مثالية كوجبة خفيفة في جميع الأوقات. أما بالنسبة لأهم مهرجانات الطعام السويدية، يعد الخبز المقرمش أمراً ضرورياً أيضاً.في 19 فبراير/ شباط من كل عام، يتم الاحتفال بيوم الخبز المقرمش، وهو يوم تُشرف عليه أكاديمية الخبز المقرمش التي تريد تعزيز أهمية الخبز المقرمش لنظام غذائي صحي.4. شطائر الروبيانتعد شطائر الروبيان (Räksmörgås) واحدةً من التقاليد الغذائية السويدية المفضلة، التي تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وهي واحدة من أبسط الوجبات التي يمكن تناولها في الكافيهات والمطاعم، أو تحضيرها في المنزل، حيث تُعد وجبة خفيفة بسيطة للغاية، وطريقة رائعة حقاً لتناول وجبة سهلة ومتوازنة في حياتك اليومية.كما أن هنالك عدد لا حصر له من الشطائر. الأمر يتعلق فقط باستخدام نوع الخبز المفضل لديك وإضافة المكونات التي ترغب في تناولها، من الشائع في السويد استخدام الجبن السويدي المقطّع إلى شرائح رفيعة، بعد ذلك يمكنك إضافة الخضار المقطع إلى شرائح رفيعة أو الفاكهة والمخللات، مثل الشبت المتبل أو كرات اللحم المقطعة إلى شرائح والشمندر المخلل، كذلك سمك السلمون وصلصة الخردل والشبت.5. حساء البازلاء وفطائر البانكيككبر العديد من السويديين وهم يأكلون حساء البازلاء والفطائر (ärtsoppa och pannkakor) كل يوم خميس، فقد تمسكت القوات المسلحة السويدية بهذا التقليد منذ الحرب العالمية الثانية. ينتمي هذا الحساء المصنوع من البازلاء المجففة والخضروات الجذرية ولحم الخنزير والتوابل إلى ما يسمى باسم هوسمانسكوست (Husmanskost)، والتي تعني "وجبة مطبوخة في المنزل". ووفقاً للتقاليد، يجب تناول حساء البازلاء هذا مع فطائر البانكيك كل يوم خميس، يُعتقد أن هذه العادة تعود إلى العصور الوسطى، عندما كان السويديون يصومون عن اللحوم يوم الجمعة حسب التقليد المسيحي.كما اعتادت معظم المطاعم السويدية منذ الحرب العالمية الثانية تقديم حساء البازلاء أيام الخميس. وعادةً ما يؤكل مع فطائر البانكيك ومربى التوت البري.6. كعكة الأميرةتتكون الكعكة من طبقات من الكيك الإسفنجي المحشية بالمربى والكريمة، ثم تُغطى بطبقة ثقيلة من الكريمة المخفوقة، وتُغطى الكيكة بعناية بطبقة رقيقة من المرزبان الأخضر. وتعلوها وردة مصنوعة من السكر زهرية زاهية.ظهرت كعكة الأميرة لأول مرة في في عشرينيات القرن الماضي، بإذن من جيني أوكرستروم Jenny Åkerström، حيث كانت معلمةً لبنات شقيق الملك غوستاف الخامس الأمير كارل برنادوت - الأميرات مارغريتا ومارثا وأستريد - الذين أحبوه كثيراً لدرجة أنهم ألهموا اسمه.كما يعد الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول أسبوع كعكة الأميرة رسمياً، يتم تناول هذه الكعكة الشهيرة الآن خلال المهرجانات الخاصة وتستخدم للاحتفال بالعديد من الأعياد التقليدية وتأتي بألوان مختلفة، من الأخضر إلى الأصفر لعيد الفصح، والبرتقالي للهالوين والأبيض لحفلات الزفاف.7. تقويم خاص بالحلوىهنالك دائماً مكان لتناول الحلوى لدى السويدين، لدرجة أنهم خصصوا أيام تقويمية معينة للاحتفال بأطباق معينة، إذ يتم الاحتفال بيوم كعكة القرفة (Kanelbullens dag) في 4 أكتوبر/ تشرين الأول. ويتم تناول كعك اللوز (semlor) وفق التقليد المسيحي يوم الثلاثاء الذي يسميه السويدين (Fettisdagen) بعد يوم الأحد، أي قبل عيد الفصح بـ 47 يوماً، وذلك في اليوم السابق لأربعاء الرماد، الذي يعتبر اليوم الأول من الصوم الكبير.إضافةً إلى ذلك، يتم تناول كعكة الوفل (våfflor) في 25 مارس/ آذار، أما بالنسبة إلى الكعك الإسفنجي الكريمي المزين بالشوكولاتة أو بصور الملك غوستاف الثاني أدولف، فيتم تناوله في 6 نوفمبر/ شباط في ذكرى الملك السويدي الذي قُتل في هذا اليوم في عام 1632 في معركة لوتزن.8. احتفال جراد البحر (Kräftskivan)كان جراد البحر في البداية طعام النبلاء في العصور الوسطى، ولم ينتشر تقليد أكل جراد البحر حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بين الجماهير العريضة.كما تحظى احتفالات جراد البحر (kräftskivor) بشعبية واسعة في شهر أغسطس/ آب، حيث يتم قضاء أمسيات الصيف الدافئة في تناول محار المياه العذبة أو المالحة في الحدائق والشرفات في جميع أنحاء السويد.9. خلاف حول سمك الرنجة المخمرةهنالك آراء كثيرة حول طبق الرنجة المخمرة أو الرنجة الحامضة (surströmming)، فبعض الناس يمتدحونه، والبعض الآخر ينفر منه، بسبب رائحته القوية، والتي تم تشبيهها برائحة البيض الفاسد.غالباً ما ترتبط الرنجة المخمرة بالجزء الشمالي من السويد، حيث يؤكل في عدة أماكن مع الخبز المقرمش والبصل. ويتم صيد سمك الرنجة في أوائل الربيع، بعدها يتم تمليحها ووضعها في أحواض مفتوحة حيث يبدأ التخمير. بعد فترة التخمير، يتم تعبئتها في علب من أجل ما بعد التخمير. إذا سارت الأمور على ما يرام، ستكون الرنجة الحامضة جاهزة في الخميس الثالث من شهر أغسطس/ آب. يصادف ذلك يوم العرض الأول لسمك الرنجة الحامض.10. حلوى يوم السبتفي السويد، هناك علاقة خاصة مع الحلوى التي تُباع بالكيلوغرام والتي يمكن أن يختارها الشخص بنفسه من بين مئات الأنواع. وتحظى بشعبية كبيرة بين الصغار والبالغين على حد سواء.في الماضي لم يكن بإمكان السويديين شراء الحلوى أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، عندما أظهر الباحثين أن الأسنان تتضرر الكثير من تناول السكريات.اليوم السويديون هم أبطال العالم في تناول الحلويات، بمعدل سبعة عشر كيلوغراماً لكل شخص سنوياً، بينما يأكل المواطن الأوروبي العادي سبعة كيلوغرامات سنوياً.