تشهد السويد زيادة مقلقة في حالات الاحتيال الرومانسي، حيث يُستهدف كبار السن والأشخاص الوحيدين بشكل خاص. ووفقًا لتقارير المجلس الوطني للوقاية من الجريمة (Brå)، ارتفعت هذه الحالات بنسبة تقارب 11% خلال النصف الأول من عام 2024، مما يبرز حجم المشكلة التي لا تزال في تزايد.أساليب الاحتيال وارتفاع الأرقام:تعتمد حالات الاحتيال الرومانسي على بناء علاقة عاطفية زائفة عبر الإنترنت، حيث يستغل المحتالون الثقة التي يكتسبونها للوصول إلى أموال الضحايا. يتنوع أسلوب الاحتيال من تحويلات مصرفية إلى طلبات شراء بالعملات الرقمية أو بطاقات الهدايا. وغالبًا ما تُدار هذه العمليات من شبكات خارج السويد، لا سيما من غرب إفريقيا، باستخدام تقنيات نفسية وتقنية متقدمة.تشير الإحصائيات إلى تسجيل 637 حالة من الاحتيال الرومانسي في النصف الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 10.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ووفقًا ليان أولسون، ضابط شرطة في المركز الوطني لجرائم الإنترنت، فإن السبب الرئيسي لزيادة هذه الحالات يعود إلى الأرباح الكبيرة التي يجنيها المحتالون من هذه العمليات، لا سيما في البلدان التي تعاني من أزمات اقتصادية.التحديات والصعوبات في الإبلاغتظل الأرقام الحقيقية لهذه الجرائم أعلى بكثير مما هو مسجل، إذ يتردد العديد من الضحايا في الإبلاغ عن تعرضهم للاحتيال، خاصة الرجال الذين يمنعهم الخجل من الاعتراف بذلك. يوضح أولسون أن الكثيرين يشعرون بالحرج والعار لدرجة تمنعهم من التوجه إلى الشرطة، مما يجعل من الصعب تحديد الحجم الفعلي للمشكلة.ورغم زيادة حالات الاحتيال الرومانسي، شهدت البلاغات الإجمالية عن حالات الاحتيال في السويد انخفاضًا طفيفًا خلال نفس الفترة، حيث تم الإبلاغ عن 112,698 حالة، وهو ما يمثل انخفاضًا طفيفًا عن العام السابق. ومع ذلك، تبقى الأرقام مرتفعة مقارنة بالتاريخ.وتبرز الزيادة في حالات الاحتيال الرومانسي التحديات الكبيرة التي تواجهها السلطات السويدية في مكافحة هذا النوع من الجرائم. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية في بعض الدول، يستمر هذا النوع من الاحتيال في الانتشار، مما يتطلب زيادة الوعي واتخاذ إجراءات أكثر فعالية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.