الشرطة السويدية لا تزال في حيرة من أمرها بعد قتل شاب يبلغ من العمر 17 عاماً في مدينة ستوكهولم بطريقة وحشية العام الماضي، في حادثة أثارت الذعر وألقت الضوء على أزمة العنف القائمة في المدينة.ووفقاً للادعاء، كانت الضحية تعتقد أنها ستكون جزءاً من حل نزاع بشأن زوج من الأحذية المسروقة، ولكن الأمور تحولت إلى ساحة جريمة رهيبة. في الموقع المحدد في حي الفيدان- Alphyddan في ستوكهولم في 25 يوليو/تموز العام الماضي، كان من المتوقع أن تجري محادثة سلمية، ولكن بدلاً من ذلك، تم تهديده بواسطة سكين وأُجبر على الركوب في سيارة من قبل أشخاص ملثمين. وتم نقله إلى منطقة غابات في حي أورمينغه- Orminge ببلدية ناكا- Nacka في ستوكهولم حيث تم إطلاق النار عليه بمسدس رشاش وطعنه بسكين.وتم العثور على جثة الشاب في اليوم التالي من قِبل شخص كان يتجول في المنطقة. وبعد بضعة أيام، تم العثور على الأوبل الفضي، السيارة التي تم استخدامها لاختطاف الشاب، في منطقة استبريا -Östberga جنوب بلدية ستوكهولم.Foto Fredrik Persson/TTالتحقيقات والاعتقالاتعلى إثر ذلك، تم اعتقال سبعة أفراد تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، وتم توجيه التهمة إلى أربعة منهم بأنهم قتلوا الشاب بالتعاون، بينما تم توجيه تهم تشمل اختطاف الأشخاص وحماية المجرمين للثلاثة الآخرين. ورغم الاتهامات، لم يتمكن المحققون من تحديد من كان يحمل السلاح الذي اُستخدم في قتل الشاب. ومع ذلك، اتّهم المدّعي العام الجميع بالقتل. ووفقاً للمدعي العام، لوكاس تايجرستراند: «يمكن القول أن الأمر كان يتعلق بما يُسمى بالجناية الموسّعة، حيث أن جميع المتهمين اتحدوا وكانت لديهم أدوار مختلفة ولكن جميع الأدوار كانت مهمة لتتم الجريمة».FotoFredrik Persson/TTالحُكمبالرغم من الادّعاءات المقدّمة من المدعي العام، المحكمة الابتدائية في بلدية ناكا لم تتفق مع وجهة نظره، حيث لم يتم الحكم على أي شخص مباشرة بسبب وفاة الشاب البالغ من العمر 17 عاماً. وقد أشارت المحكمة في حكمها إلى أن الأدلة غير كافية لتحديد من الذي قام بالجريمة.وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس أولوف ويتركفيست في تعليق: «يتضح من التحقيق أن كان هناك أشخاص آخرين متورطين ولا يمكن ربط أي من المتهمين بموقع الجريمة». وأضافت القاضية آنا إيليبلاد: «من الأدلة لا يتضح أيضاً أن المتهمين كانوا مسؤولين عن التخطيط للجرائم، لكن أربعة منهم كانوا على علم بجزء على الأقل من خطة الجريمة».ورغم أن المتهمين أُبِرِئوا من القتل المباشر، لكنهم أدينوا بجرائم أخرى ترتبط بالحادثة، فالشاب البالغ من العمر 20 عاماً اُعتقل بتهمة توجيه مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً لتسليم مسدس الرشاش إلى الجناة الذين أطلقوا النار على الشاب البالغ من العمر 17 عاماً، لذا حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً بتهم الاعتداء ومحاولة الابتزاز.فيما حُكم على شاب يبلغ من العمر 25 عاماً بالسجن لمدة ثماني سنوات بسبب تورطه في شراء السيارة المستخدمة في اختطاف الضحية. وحُكم على أصدقاء الشاب بتهمة استدراجه إلى مكان الجريمة وبناءً على عدة عوامل، قضى الحكم بإرسالهم إلى دور رعاية الشباب.كما تمت تبرئة اثنين من المتهمين من التورّط في القتل والاختطاف، لكنهم أُدينوا بتهم أخرى. كما حُكم على أحد المتهمين بتهمة المشاركة في حرق السيارة التي استخدمت في الجريمة.Foto Fredrik Persson/TTالدافع وراء الجريمةووفقاً للتقارير، يُعتقد أن النزاع الداخلي بين أعضاء عصابة Älvsjö كان السبب الرئيسي وراء الجريمة. نشأ هذا النزاع بعد وفاة القائد السابق للعصابة في حادث دراجة رباعية في عام 2017، مما أدى إلى احتدام الصراع بين الأعضاء السابقين على السلطة. استُهدف الشاب البالغ من العمر 17 عاماً، الذي لم يكن يشغل أي موقع قيادي في الشبكة المتنازعة، بشكل خاص للإضرار بالطرف المعاكس في النزاع.وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة أفتونبلادت السويدية تصف عصابة Älvsjö بأنها منظمة إجرامية تعمل بشكل أساسي في تجارة المخدرات في منطقة Älvsjö. وقد أدين الأعضاء بجرائم خطيرة تتعلق بالأسلحة الثقيلة والمخدرات، وهناك شبهات بأن الشبكة كانت وراء العديد من عمليات الاحتيال.