في سياق الجهود المستمرة لحماية الصحة العامة، تبرز في السويد مسألة حماية الأطفال من التأثير السلبي لتسويق الأغذية غير الصحية، وسط تحذيرات من تزايد معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها بين الأطفال.وشهدت السويد، كما ذكر ممثلو: "مؤسسة السرطان، مؤسسة القلب والرئة، مستهلكو السويد، واليونيسف" في السويد، زيادةً مقلقةً في تسويق الأغذية عالية الطاقة وقليلة العناصر الغذائية، ما يهدد صحة الأطفال. في السياق، يتعرض الأطفال يوميًا لإعلانات تروّج الأغذية التي تساهم في تدهور النظام الغذائي وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.وتسلط الإحصائيات الصادرة عن منظمة Generation Pep الضوء على حقيقة صادمة، حيث يتبع 3% فقط من الأطفال السويديين الإرشادات الغذائية الوطنية، ما يعني نقص التغذية اللازمة وزيادة معدلات السمنة بينهم. وقد أظهرت الدراسات أن الإعلانات التي يتعرض لها الأطفال تؤثر بشكل مباشر على خياراتهم الغذائية، ما يدعو إلى ضرورة تنظيم هذا القطاع.ومع ذلك، يواجه القانون السويدي تحديات في تنظيم الإعلانات الموجهة للأطفال، إذ يحظر الإعلانات فقط على الراديو والتلفزيون ويغفل وسائل أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات في الأماكن العامة، يجعل هذا القصور الأطفال والمراهقين عرضةً لتأثيرات تسويقية ضارة بصحتهم.بدوره، يبرز دور ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل، الذي يعتبر قانونًا في السويد، في تأكيد حق الأطفال في الحصول على غذاء مغذي وصحي وحمايتهم من التسويق الضار، حيث تتحمل الدولة مسؤوليةً كبيرةً في تنظيم الإعلانات وحماية الأطفال من الأغذية غير الصحية.ومن المنتظر أن تقدم هيئة الصحة العامة ووكالة الغذاء السويدية تقريرها النهائي حول استهلاك الأغذية المستدامة والصحية في يناير/ كانون الثاني 2024، ما يعطي الحكومة فرصةً لاعتماد أهداف جديدة وتطوير خطة عمل شاملة لتحسين النظام الغذائي للأطفال وحمايتهم من التأثيرات السلبية للتسويق.