منذ عرفت السويد، وشيئان يخطران ببالي عندما يتمّ ذكرها: دولة الرفاه (التي نشهد تداعيها بالطبع) والسنوس. ورغم الاهتمام الأكبر بالأولى، يبدو أنّ وسائل الإدمان في السويد تهرب من تحت رادار البالغين ليصبح الصغار مهددين بهذا الإدمان بسبب الحملات الإعلانية الهائلة للسنوس، سواء بطعماته الجذابة مثل النعنع والموز والفراولة، أو بتثبيت فكرة: أنت في السويد فعليك إذاً تدخين السنوس والسجائر الإلكترونية. ومن يعتقد بأنّ أطفال المهاجرين بمنأى عن هذا الإدمان، فهو مخطئ.في تقرير حديث للرابطة المركزية لمعلومات الكحول والمخدرات «Centralförbundet för alkohol- och narkotikaupplysning»، ظهر أنّ هناك ازدياد في استهلاك السنوس عن العامين التاليين، وأنّ 22٪ من تلاميذ الصف التاسع في السويد، و40٪ من تلاميذ السنة الأخيرة في الثانوية، قد تعاطوا السنوس من قبل.في تقرير آخر بتكليف من مؤسسة القلب والرئة «Hjärt-Lungfonden»، تبيّن بأنّ واحداً من كلّ 3 بالغين في السويد يتراوح سنّهم يتخطون الأربعين من العمر، لم يسمعوا في حياتهم عن السنوس (رغم عدم وجود ما يشير إلى ذلك في التقرير، ولكن يمكنني أن أفترض بأنّ قسماً كبيراً من هؤلاء من أصول مهاجرة).الإدمان في السويد يزداد مع الحكومةفي أغسطس الماضي تمّ اقتراح قانون يمنع على شركات التبغ تسوق السجائر الإلكترونية بالنكهات، وذلك كي لا تكون جاذباً للأطفال وذوي الأعمار الصغيرة. لكن لم توافق المعارضة في ذلك الوقت، وهي الحكومة اليوم، على المقترح.تمّ بالفعل سنّ قانون يمنع على من هم دون 18 عام شراء السنوس، ولكن هذا لا يكفي، خاصة في ظلّ عدم وضوح ما يعنيه القانون في الرقابة على تسويقه (يكفي أن نذكر أنّه في عالم الميديا يصعب التحكم المباشر بهكذا محتوى).للأسف، وفي ظلّ التخاذل الحكومي في حماية الأطفال اليوم من الإدمان ومخاطره، واتخاذ إجراءات حقيقية لردع صانعي السنوس والسجائر الإلكترونية عن جذبهم، ليس لدى الأهل سوى حلّ أن يهتموا بأنفسهم بحماية أطفالهم من هذا الإدمان.