أفادت دراسة جديدة بأن الاستيقاظ متأخراً صباح يوم العطلة يمكن أن يتسبب في زيادة الوزن، نظراً لتأثيره على توازن البكتيريا الصحية في الأمعاء. وقد قامت كلية King's في لندن بإجراء دراسة شملت 934 من الأشخاص البالغين الذين يتمتعن بصحة جيدة، اعتماداً على عادات النوم لديهم. وتوصلت الدراسة التي نُشرت في صحيفة The Times البريطانية، يوم الأربعاء، الموافق 2 أغسطس/آب 2023، إلى أن التغييرات البسيطة في نمط النوم اليومي، مثل الاستيقاظ متأخراً أيام الأحد، تؤدي إلى زيادة الكائنات الدقيقة الضارة والإقبال على تناول الأطعمة غير الصحية.كما وجد الباحثون أن حوالي 16% من المشاركين يعانون من ما يعرف بـ "الإجهاد الاجتماعي"، حيث يكونون عادة معتادين على النوم أو الاستيقاظ متأخراً بمدة تصل إلى 90 دقيقة على الأقل في عطلات نهاية الأسبوع مقارنة بأيام الأسبوع الأخرى، وهذا يؤدي إلى اضطراب ساعة الجسم البيولوجية.هذا وقام الباحثون بفحص مستويات التهاب السكر في الدم وأخذوا عينات من البراز لتحديد تركيبة بكتيريا الأمعاء، وهي كائنات دقيقة يبلغ عددها تريليونات، تلعب دوراً مهماً في صحة الجسم البدنية والعقلية.وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يستيقظون متأخراً في أيام العطلات أكثر عرضة للإصابة بمستويات عالية من البكتيريا، التي لها تأثيرات سلبية على الصحة، كما أنها ترتبط بزيادة الوزن والسمنة ومرض السكري. وأظهرت الدراسة أيضاً أن هؤلاء الأشخاص كانوا أكثر انجذاباً لتناول الأطعمة غير الصحية بشكل عام، والإفراط في تناول المشروبات الغازية والسكرية. في هذا الصدد، صرحت ويندي هول، وهي إحدى المشاركات في تنفيذ الدراسة، بأنهم يعلمون أن الاضطرابات الكبيرة في النوم، مثل تلك التي يسببها العمل بنظام الورديات، يمكن أن تؤثر بشكل خطير على الصحة. وقالت إن هذه الدراسة هي الأولى التي توضح أن الاختلافات البسيطة في أوقات النوم خلال الأسبوع قد تؤدي إلى تغيرات في أنواع بكتيريا الأمعاء.وأضافت: «بعض هذه الارتباطات تتعلق بالاختلافات في النظام الغذائي، ولكن بياناتنا تشير أيضاً إلى وجود عوامل أخرى غير معروفة حتى الآن قد تلعب دوراً. ولذلك علينا أن ندرس ما إذا كان يمكن لتنظيم أوقات النوم أن تؤدي إلى تغييرات مفيدة في بكتيريا الأمعاء وتأثيرات صحية أخرى».تجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة كانت قد أشارت إلى أن الاضطرابات في ساعة الجسم البيولوجية من شأنها أن تزيد خطر زيادة الوزن ومشكلات القلب والسكري. وتُعَد هذه الدراسة الجديدة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، أول دراسة تربط الاختلاف في أنماط النوم وبكتيريا الأمعاء الضارة.وأوضحت الدراسة أن تكوين بكتيريا الأمعاء يمكن أن يؤثر على الصحة عبر إنتاج السموم أو المركبات المفيدة، ويمكن أن يؤثر أيضاً على الأطعمة التي نشتهيها. وتتأثر هذه البكتيريا بالطعام الذي نتناوله، والنظام الغذائي الصحي، مثل حمية البحر المتوسط التي تعزز البكتيريا المفيدة. ومن جهة أخرى، تُؤَدي بعض أنواع بكتيريا الأمعاء إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد، مثل مرض السكري وأمراض القلب والسمنة. وثلاثة من بين ستة أنواع من الميكروبات الأكثر وفرة في مجموعة الإجهاد الاجتماعي لها تأثيرات "غير سارة" على الصحة، بينما لا تؤثر الأنواع الأخرى بشكل كبير. وأكدت كيت برمنغهام، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن النوم يُعتبر ركيزة أساسية للصحة، وأن هذه الدراسة جاءت في وقت مهم بالنظر إلى التركيز المتزايد على الساعة البيولوجية ودور بكتيريا الأمعاء. وأضافت سارة بيري، من كلية King's إلى أنه يمكن الحفاظ على أنماط نوم منتظمة بسهولة، ولكنها قد تؤثر بشكل كبير على صحة الجسم عبر بكتيريا الأمعاء.