يسعى البشر في كلّ مكان لإيجاد طرقٍ للتفاعل مع الأحداث التي تمسّهم في العالم، والحرب في غزّة ليست استثناء. من هنا انطلقت وسائل غريبة تسمح للبشر بالتعبير عن تضامنهم مع المدنيين الذين يذهبون ضحايا في هذه الحرب. وكان آخر الصيحات التي انتشرت مؤخراً هي "فلتر البطيخ" عبر تيك توك.سواء على تيك توك أو غيره، هناك الكثير من الذين يعلنون جمع الأموال لغزة، ولكنّ فلتر البطيخ الذي أنشأته مطوّرة "الواقع المعزز" جوردان جونسون Jourdan Johnson يجد صداه اليوم.الفلتر هو عبارة عن لعبة تتبّع بسيطة عبر برنامج إنشاء المؤثرات في تيك توك، والذي يولّد المال كلّ مرة يستخدمه أحدهم. تمكنت جونسون حتّى اليوم من جمع 14 ألف دولار من هذا الفلتر الذي تمّ استخدامه أكثر من 10 ملايين مرة.تقول جونسون بأنّ الأموال سيدفعها تيك توك في ديسمبر إلى جمعيات موثوقة مثل "أطباء بلا حدود"، وصندوق إغاثة أطفال فلسطين، وبأنّها ستنشر تحديثات توثّق وصول الأموال إلى المنظمات عبر إيصالات وإثباتات.يمكن أن يستخدم للخير والشروفقاً لأرفيد إرلاندسون Arvid Erlandsson، البروفسور المساعد في علم النفس من جامعة لينشوبنغ، المختص في الأعمال الخيرية: "ترتبط المساعدة في المقام الأول بالإشارة إلى ما يفكر فيه المرء ويعتقد به، وثانياً حول المساعدة بحدّ ذاتها". ويضيف أنّ بعض المبادرات من هذا النوع قد يكون هدفها أحياناً استخدامها كوسيلة لخلق مزايا مالية واجتماعية في الحياة.من اللافت أنّ شعار "البطيخ" يُستخدم منذ عام 1967 من قبل الفلسطينيين والمؤيدين لهم للدلالة على القضيّة الفلسطينية، ذلك أنّه بعد حرب عام 1967 وقيام إسرائيل بضمّ الضفّة والقدس، منعت رفع العلم الفلسطيني، وكان لزاماً على الناس استخدام رمز يشبهه، فكانت البطيخة بألوانها حاضرة لتلعب هذا الدور.