كشفت دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنَّ تغيّر المناخ له تأثيرات هائلة ومتنوّعة على الصحة البشرية، وأن ارتفاع درجة الحرارة على مدار عدة أعوام، وكذلك التعرض للأعاصير المدارية يرتبط بتدهور الصحة العقلية.
ليس أمام العالم سوى عشرة أعوام فقط لخفض الاحتباس الحراري بمقدار 1.5 درجة مئوية، لمواجهة الآثار الكارثية للتغير المناخي، وفق تحذير وجهته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للعالم في تقريرها الأخير الصادر مطلع أكتوبر الماضي.
آخر الأخبار
وأشار الباحثون إلى أن تأثيرات تغير المناخ من المرجح أنها تقوض الصحة العقلية من خلال مجموعة متنوعة من الآليات المباشرة وغير المباشرة.
وجد الفريق البحثي أن الحياة مع درجات حرارة أكثر ارتفاعًا ومعدلات أعلى من هطول الأمطار فاقمت معدلات الإصابة بأمراض الصحة العقلية، ذلك أن زيادة الاحتباس الحراري لسنوات متعددة ارتبطت بزيادة انتشار مشكلات الصحة العقلية، كما أن التعرُّض للأعاصير المدارية التي من المرجح أن تزداد وتيرتها وشدتها في المستقبل، يرتبط بالأمر ذاته.
فحص الباحثون ثلاثة أنواع من الضغوط البيئية المحتمل أن ينتجها تغير المناخ، وهي التعرض للأحداث المناخية على المدى القصير، الاحتباس الحراري، التعرض الحاد للكوارث الطبيعية، مرتكزين على بيانات الصحة العقلية وبيانات الأرصاد الجوية اليومية، من أجل التحقيق في العلاقة التاريخية بين التغيرات المناخية والصحة العقلية. إذ يمكن لهذه العلاقات التاريخية المساعدة في تقدير حجم المخاطر التي يشكلها تغير المناخ على الصحة العقلية.
وفق نتائج الدراسة فإن متوسط درجات الحرارة القصوى التي تزيد على 30 درجة مئوية يزيد من احتمال حدوث مشكلات في الصحة العقلية بنسبة أكثر من 1٪، مقارنة بمتوسط درجات حرارة يتراوح بين 10 درجات إلى 15 درجة مئوية. كما تزيد الأشهر التي تزيد فيها نسبة هطول الأمطار عن 25 يومًا من احتمال حدوث مشكلات في الصحة العقلية بنسبة 2٪ مقارنةً بالأشهر الأخرى. كما أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة أعداد حالات الانتحار كما يتسبب في ارتفاع مستويات العدوانية بين الأفراد، ويؤدي إلى انتشار أعمال العنف والصراعات بين الجماعات.
المصدر