جميعنا يعلم أن الذكاء الاصطناعي بدأ بمنافسة المهنيين في العديد من المجالات بما في ذلك البرمجة والأعمال المكتبية، حتى إن بعض الشركات استبدلت البشر بالذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول مستقبل الوظائف التقليدية.وواحدة من الأمثلة الحية على ذلك هي جيسيكا لين نالباخ Jessica Lynn Nalbach، التي فقدت وظيفتها مع 24 من مصممي الجرافيك في شركة "ميندارك Mindark" للبرمجيات بمدينة يوتوبوري السويدية، مما دفعها لمغادرة السويد والعودة إلى موطنها في الولايات المتحدة.في تعليق لها، قالت جيسيكا: "كان الأمر صادماً، لم نكن مستعدين لهذا السيناريو. شعرت وكأنني استُبدلت بالذكاء الاصطناعي".من جانبه، أوضح هنريك نيل Henrik Nel، الرئيس التنفيذي لشركة ميندارك، أن هذا القرار الصعب كان ضرورياً لمواكبة التطور السريع للذكاء الاصطناعي. ورداً على الأسئلة حول الاحتفاظ بالعمالة، شبه نيل الوضع بتطور صناعة الصيد، موضحاً أن الاستمرار في توظيف العمال بينما يتوفر أدوات أكثر كفاءة لم يعد يتسم بالفعالية."الذكاء الاصطناعي قد يدعم العمال"دارون أسيموغلو Daron Acemoglu، أستاذ الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، علق على هذه الظاهرة مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولاً تكنولوجياً جوهرياً قد يؤثر على الاقتصاد بأكمله، وتابع: "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون داعماً للعمال إذا اُستخدم بشكل صحيح".ومع ذلك، أعرب أسيموغلو عن قلقه من أن الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم أكثر لاستبدال العمال بدلاً من تعزيز قدراتهم، وأضاف: "يبدو أن الشركات التي تتبنى هذه التكنولوجيا تريد استبدال العمال، لكن يمكنهم توظيف التكنولوجيا من أجل زيادة إنتاجية العاملين المكتبيين وتمكينهم من القيام بمهام جديدة، مما يخلق فرص عمل جديدة".