لطالما ارتبط الرقص الشرقي المصري بالخطيئة والنوادي الليلية المشبوهة، إلا أن إيمي سلطان، إحدى أشهر الراقصات الشرقيات في البلاد، مصممة على تغيير تلك النظرة، إذ تدير حملة تهدف لوضع الرقص الشرقي على قائمة التراث الثقافي للأمم المتحدة.تقوم إيمي بتأدية عروضها الراقصة مرتدية بدلة رقص من قطعتين مرصعة باللؤلؤ، لتبدأ الرقص على إيقاع النغمات الشرقية العالية. هذا واعتادت إيمي الرقص في حفلات الزفاف التي تقام في فندق مينا هاوس الأسطوري الذي يقع قرب الأهرامات في الجيزة، والذي يُعتبر إحدى المحطات المهمة في البلاد، إذ قام بزيارته كلّ من تشارلي شابلن ووينستون تشرشل. إحدى عروض الراقصة المصرية إيمي سلطانتُعدّ إيمي سلطان إحدى أشهر الراقصات الشرقيات في مصر، إذ تتهافت عليها الدعوات للرقص في الكثير من الحفلات، حيث يرغب كثيرون برؤية مهارتها في الرقص وحرفيتها العالية في الأداء. هذا وتتخلل العروض تغييرات متكررة في بدلات الرقص، كما يتم دعوة الأطفال وكبار السن من الحضور لمشاركتها الرقص على المسرح. هذا وصرّحت إيمي أن حفلات الزفاف مربحة، إذ يتم دفع أكثر من ألف دولار، أي ما يزيد قليلاً عن 10,000 كرون سويدي، للراقصات المشهورات لقاء الرقص لساعة واحدة فقط. الراقصة إيمي سلطان من إحدى حفلاف الزفاف المصريةوفيما يتعلق بحفلات الزفاف المصرية، تقول إيمي إن هذا النوع من الحفلات هو الأقرب إليها وتحرص على بذل قصارى جهدها لجعلها مميزة. هذا وتقول إيمي أنها تسعى لتحرير فتيات مصر عن طريق الرقص، إضافةً إلى تغيير السمعة السيئة للرقص الشرقي وإعطائه مكانةً ضمن دائرة التعبير الثقافي المحترم. كما تأمل أن تكون هذه خطوةً مهمةً في سبيل اعتراف وكالة الأمم المتحدة بالرقص الشرقي المصري وإدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي الغير مادي. الراقصة المصرية إيمي سلطان تقوم إيمي بإدارة طابق يضم استوديو للرقص الشرقي ومركزاً ثقافياً يُعنى بالتعريف به، موضحةً أن فن الرقص الشرقي يعود إلى زمن الفراعنة قبل 5000 عام، وتطوّر ليصبح بالشكل الذي هو عليه اليوم. مضيفةً أنه أصبح شكلاً من أشكال الرقص الذي يُميز مصر والمصريين عن غيرهم من دول العالم، تماماً مثل رقص الفلامنكو الذي تُعرف به إسبانيا. الراقصة المصرية إيمي سلطانوتقوم إيمي في الاستديو خاصتها بإعطاء دروس الرقص الشرقي لمجموعة من الفتيات، الناضجات منهن والصغيرات. وفي هذا الصدد، تقول إيمي لصحيفة الـ DN أنها تشعر بسعادة غامرة عندما ترى طالباتها الصغيرات يُطبّقن ما تعلّمنه ويبذلن ما في وسعهن لتأدية الحركات بالشكل الصحيح. تدريبات الراقصة المصرية إيمي سلطانتجدر الإشارة إلى أن إيمي تُفضل استخدام مصطلح "الرقص المصري" عوضاً عن "الرقص الشرقي"، موضحةً أن مصطلح " الرقص الشرقي" هو مصطلح استخدمه الفرنسيون عندما أتوا إلى مصر في نهاية القرن الثامن عشر ولا يوجد له مرادف في اللغة العربية. هذا وترجع رغبة إيمي في منح الرقص الشرقي مكانة في التراث الثقافي لدى الأمم المتحدة إلى السمعة السيئة التي تلاحقه في مصر وربط المجتمع له بالخطيئة والنوادي الليلية والدعارة والتعرّي. الراقصة المصرية إيمي سلطانوفي هذ السياق، تقول إيمي للـ DN أن المجتمع المصري لم يُكلف نفسه عناء الاستفادة من الرقص الشرقي وإدراجه ضمن قائمة الفنون والتقاليد الثقافية. مضيفةً أن تولّي المجتمع الذكوري بسلطاته المختلفة، أجبر الكثير من الراقصات على التأدية ضمن سياقات مشبوهة عرّضت الكثير منهن للاستغلال المادي والجنسي على حدّ سواء. وفيما يتعلق بامتلاك الرقص الشرقي لعنصر الإغراء، علقت إيمي إنه أمر لا بد منه ولا ضرر فيه على الإطلاق ما لم يتم إخراج هذا العنصر من سياقه واستغلاله من قبل الرجال في النوادي الليلة. الراقصة المصرية إيمي سلطان وتعنى وكالة الأمم المتحدة، اليونيسكو، بجميع القضايا المتعلقة بالثقافة والعلوم والتعليم، كما أنها المسؤولة عن التراث العالمي. وفي هذا الصدد، أوضحت الأمينة العامة لمجلس اليونيسكو السويدي، آنا كارين جوهانسون، أن الغرض الأساسي من التراث العالمي هو حماية البيئات الطبيعية والثقافية الأكثر قيمة على الأرض من الانحلال والدمار، والمساهمة في إعادة بنائها. هذا ويتضمن التراث العالمي المادي، المباني والمناطق الطبيعية والبيئات الثقافية، في حين يشمل التراث الثقافي غير المادي العادات والتقاليد والممارسات الراسخة ضمن مجموعات واسعة. ومن جهتها، أعربت آنا كارين جوهانسون أن ما يجب إضافته إلى قائمة التراث العالمي يتم تقريره من قبل لجنة خاصة داخل اليونسكو تضم ممثلين عن مختلف الدول الأعضاء. مضيفةً أن اللجنة تتلقى مختلف المقترحات من حكومات الدول الأعضاء. في هذا الإطار، لم تستطع إيمي جذب انتباه أيٍّ من السياسيين. إلا أن مركزها الثقافي حظي باهتمام الصحافة المصرية ووسائل الإعلام الأجنبية، إضافة إلى وجود أحد أغنى رجال مصر، نجيب ساويرس، كراعٍ وحامٍ للمركز. إلا أنه ما يزال يُفرض على إيمي غرامات مالية، في كثير من الأحيان، بسبب أدائها لبعض الحركات التي تعتبرها السلطات "غير أخلاقية. كما أن السلطات لا تجد في بدلات الرقص التي ترتديها إيمي أي مشكلة، ما يضع العديد من الخطوط الحمراء تحت كلّ ما تعتبره السلطات لا أخلاقياً. في حين، تقول إيمي إنه ما يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به حتى يُصبح الرقص مقبولاً في الشارع المصري، مضيفةً أنها لن تستسلم وستبذل قصارى جهدها في سبيل ذلك.