توقّعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن تشهد السنوات الخمس المقبلة ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة العالمية، مما يزيد من احتمالية تجاوز الحد المتفق عليه دولياً والمتمثل بـ1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل العصر الصناعي. وبحسب المنظمة، هناك احتمال بنسبة 70٪ أن تكون الفترة بين عامي 2025 و2029 أكثر دفئاً بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بالفترة بين عامي 1850 و1900. كما أشارت التقديرات إلى أن أحد هذه الأعوام على الأقل قد يصبح الأكثر حرارة على الإطلاق، بنسبة احتمال تصل إلى 80٪. تغيرات مناخية واضحة وتحديات متزايدة يقول ماركو روموكينن، أستاذ علم المناخ في جامعة لوند، إن هذا النوع من التوقعات متوسط الأمد يعد تطوراً حديثاً في أدوات التنبؤ المناخي، ويأتي بين التوقعات الجوية القصيرة والسيناريوهات المناخية طويلة الأمد. وأشار إلى أن دقة هذه التقديرات تمنح قطاعات حيوية كقطاع الطاقة والزراعة وشركات التأمين وإدارة المياه فرصة أفضل للاستعداد للمتغيرات المناخية القادمة. من جهتها، قالت آنا روتغيرسون، أستاذة الأرصاد الجوية في جامعة أوبسالا، إن هذه التقديرات ستكون مفيدة لتلك القطاعات، لكنها لا تُعد أداة موثوقة لتخطيط الإجازات الصيفية، مؤكدة أن دقتها لا تزال محدودة في هذا الجانب. ازدياد فرص الأمطار شمالاً... ومواصلة الجفاف جنوباً تشير التوقعات إلى أن صيف أوروبا الشمالية قد يكون أكثر رطوبة مما اعتاده السكان، إلا أن الباحثين يحذرون من تعميم هذه الفرضية بشكل قاطع، كونها تمثل توجهاً عاماً أكثر من كونها تنبؤاً دقيقاً. أما في حوض الأمازون، فتُرجّح التقديرات استمرار موجات الجفاف غير المعتادة، حيث تراجعت مستويات المياه في الأنهار بشكل حاد في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى حرائق متكررة ومقلقة. ووصفت روتغيرسون هذه الظاهرة بأنها «إشارة مقلقة» لمستقبل المناخ العالمي. كما تُظهر الحسابات أن القطب الشمالي سيشهد شتاءات أكثر دفئاً خلال السنوات الخمس المقبلة، مع ارتفاع متوقع بدرجة 2.4 مئوية عن المعدل العام، ما ينذر بتقلص كبير في مساحة الجليد البحري في المنطقة. هل لا يزال هدف 1.5 درجة قائماً؟ رغم خطورة المؤشرات، تؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الهدف الدولي للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال قائماً، موضحة أن هذا الهدف يُقاس بمتوسط مدته 20 عاماً، وليس بناءً على عام أو فترة قصيرة. لكن روموكينن يحذر من أننا ربما دخلنا بالفعل تلك الفترة الحساسة، إذ إن الأعوام الأخيرة شهدت ارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة، ما يستدعي سنوات إضافية من الرصد قبل التأكد من مصير الهدف.