شهد عام 2024 ترددًا من قبل المستهلكين في السويد، حيث سادت الحذر في قراراتهم الشرائية. ومع ذلك، يُتوقع أن تشهد تجارة التجزئة انتعاشًا في العام المقبل، رغم أن التحفظ الاستهلاكي سيظل حاضرًا. يقول ويليام ليندكويست، المحلل في HUI Research: "هناك تعافٍ قادم، لكن لا نتوقع انفجارًا في الإنفاق الاستهلاكي". وفقًا لتقرير HUI Research، الذي تملكه منظمة التجارة السويدية، من المتوقع أن ترتفع القدرة الشرائية والتفاؤل بين المستهلكين السويديين، لكن من المتوقع أن يستمر الحذر في سلوك الأسر. ويضيف ليندكويست: "يجب أن نتذكر أن خفض البنك المركزي السويدي للفائدة في يوم ما لا يعني بالضرورة أن القدرة الشرائية ستتحسن بشكل فوري في اليوم التالي". تشير توقعات HUI Research إلى أن تجارة التجزئة ستشهد تحسنًا طفيفًا، على أن يبدأ التعافي بشكل أكثر وضوحًا في النصف الثاني من عام 2025. خلال العام الحالي، تأثرت تجارة التجزئة بتكاليف أعلى، وتأثرت بعض القطاعات بشكل أكبر من غيرها. على سبيل المثال، شهدت تجارة السلع غير الأساسية، مثل الأجهزة الإلكترونية المنزلية والأثاث والديكور، تراجعًا ملحوظًا، إذ اضطرت الأسر لإعادة ترتيب أولوياتها الاستهلاكية. ويوضح ليندكويست: "من السهل تأجيل شراء قطعة أثاث أو جهاز تلفاز في ظل الوضع الاقتصادي الضاغط". من جهة أخرى، من المتوقع أن يشهد قطاع تجارة السلع ذات الأسعار المنخفضة ازدهارًا في العام المقبل. إذ من المتوقع أن تنمو تجارة السلع غير الأساسية بنسبة 4.5% في عام 2025، بعد ثلاث سنوات صعبة. وقد شهدت تجارة السلع ذات الأسعار المنخفضة نموًا قويًا، ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع تزايد وعي المستهلكين بالأسعار. وتشير HUI Research إلى أن قطاع مستحضرات التجميل والعناية الشخصية قد شهد أداء جيدًا أيضًا، فيما يطلق عليه تأثير "أحمر الشفاه"، حيث يلجأ المستهلكون إلى بعض الرفاهية اليومية الصغيرة عندما تكون الأوقات الاقتصادية صعبة. تسجل تجارة السلع اليومية أداء أقوى مقارنة بتجارة السلع غير الأساسية خلال السنوات الماضية. ومن المتوقع أن تت stabilize أسعار السلع اليومية بحلول عام 2025 لتكون في حدود 1%، في حين يتوقع أن يأتي نمو المبيعات بشكل رئيسي من زيادة حجم المبيعات بدلاً من التضخم. ومع ذلك، يظل التحفظ بين الأسر مستمرًا، رغم التفاؤل بشأن الوضع الاقتصادي. فمن المحتمل أن تؤدي زيادة المال في الأيدي إلى توفير الاحتياطيات المالية لمواجهة النفقات غير المتوقعة، مما قد يساهم في استمرار الحذر والتركيز على الأسعار في المستقبل. ويختتم ليندكويست قائلاً: "ما زلت أعتقد أن رغبة الإنفاق ستظل منخفضة، وأن وعي المستهلك بالأسعار سيكون أمرًا أساسيًا في الفترة المقبلة".