رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة على عدد من الدول، يلتزم السياسيون السويديون الحذر إزاء القرار، بانتظار توضيحات إضافية بشأن تأثيره على الاتحاد الأوروبي. وجاء هذا التطور بعد ساعات فقط من إعلان الصين عن رفع جديد للرسوم الجمركية على وارداتها من الولايات المتحدة، وتأكيد الاتحاد الأوروبي نيته اتخاذ إجراءات انتقامية مماثلة. وفي المقابل، قررت إدارة ترامب التراجع مؤقتاً، معلنة خفض الرسوم إلى عشرة في المئة لمدة تسعين يوماً، باستثناء الصين التي سترتفع الرسوم على صادراتها إلى 125 بالمئة. لكن مصير دول الاتحاد الأوروبي، ومنها السويد، لا يزال غير واضح. وقال وزير التجارة الخارجية السويدي بنجامين دوسا في تصريح لصحيفة «أفتونبلادت»: «نرحب طبعاً بأي إعلان عن خفض الرسوم والانفتاح على المفاوضات، لكن الحكومة تُجري حالياً تحليلاً لما إذا كانت هذه الإجراءات تشمل الاتحاد الأوروبي فعلاً. لا يمكننا استخلاص استنتاجات في ما يتعلق بالسويد قبل الحصول على تأكيدات رسمية». اقرأ أيضاً: السويد تصوّت بنعم… تختار المواجهة في صراع الرسوم الجمركية مع أمريكا وأضاف: «لكن من المؤكد أن هذا الأسلوب في إدارة السياسة التجارية ليس جاداً. ملايين الوظائف حول العالم تعتمد على التجارة». من جهتها، علّقت النائبة الأوروبية عن حزب الليبراليين كارين كارلسبرو، نائبة رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي، بأن القرار يشير إلى احتمال شمول الاتحاد الأوروبي بتعليق الرسوم، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن المشكلة لم تُحل بعد. وقالت: «رغم إعلان الليلة، فإن الرسوم المرتفعة المفروضة على الاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة. هذا الصراع لم ينتهِ بعد، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يظل ثابتاً وصلباً، وألا يرضخ لحملات ترامب الدبلوماسية العبثية». وأضافت: «ترامب حوّل البيت الأبيض إلى ساحة عبث، وهذا النزاع التجاري مع بقية العالم هو بمثابة تجربة خطرة على مدخرات الناس العاديين. إنه يخلق حالة من انعدام الثقة بين المستثمرين، ويحمل ثمناً باهظاً». وحذّرت كارلسبرو من تأثيرات تذبذب الأسواق قائلة: «حركة التذبذب الشديدة في الأسواق خلال الأسبوع الماضي تخيف المستثمرين الجادين، وهذه السياسة العدوانية تُلحق ضرراً كبيراً بالأسر والمواطنين على جانبي الأطلسي». أما بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقالت: «الاتحاد الأوروبي كان دائماً واضحاً بشأن رغبته في التفاوض وتحقيق علاقات تجارية جيدة مع الولايات المتحدة، وسنواصل العمل على ذلك. لكن يجب في الوقت نفسه أن نُظهر استعدادنا الكامل للرد بقوة».