بعد 25 عاماً من العمل الدؤوب، تحقق حلم سويدي كبير، حيث ستشهد البشرية قريباً وضع أول مبنى على سطح القمر. هذا المبنى، الذي يُعرف باسم «البيت السويدي القمري»، هو مشروع فريد من نوعه أبدعه الفنان السويدي ميكائيل جينبيري. رحلة إلى القمر من المقرر أن يُطلق «البيت السويدي القمري» في 15 يناير من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأمريكية. بعد رحلة فضائية تستغرق أربعة أشهر، سيحط المبنى على سطح القمر، تحديداً في منطقة مضيئة على النصف الشمالي منه، ليصبح بذلك أول بناء على سطح القمر. هذا المشروع الطموح جاء ثمرة تعاون بين ميكائيل جينبيرج وشركة «آي سبيس» اليابانية، التي ستستخدم مركبتها الجوالة «تيناشيوس» ومركبتها الهبوطية «ريزيليانس» لنقل «البيت القمري» إلى وجهته النهائية. وقال جوليان-ألكسندر لامي، المدير التنفيذي لشركة آي سبيس أوروبا: «إنه مشروع استثنائي يعكس رؤيتنا المشتركة لتوسيع نطاق الحياة البشرية إلى الفضاء». يأمل ميكائيل جينبيري أن يُلهم «البيت القمري» الأجيال المقبلة ويكون رمزاً للسعي المستمر نحو التطور. وصرح قائلاً: «قد يكون أول منزل على القمر رمزاً للسعي البشري الدائم نحو البقاء والتطور، ونافذة تطل على الأرض. أليس منزل على القمر هو ما يحتاجه العالم الآن؟». عمل تقني مكثف استغرق اختيار الموقع المناسب على القمر وقتاً طويلاً، كما خضع تصميم البيت لاختبارات قاسية لضمان تحمله للرحلة الشاقة وظروف القمر القاسية. وقال إميل فينترهاف، المسؤول عن الفريق التقني للمشروع: «على مدار عامين، عمل مهندسون ذوو خبرة على تصميم الهيكل التقني للبيت. خضع الهيكل لاختبارات صدمات واهتزازات مكثفة لضمان صموده خلال الرحلة». وأضاف: «حتى العثور على اللون الأحمر المناسب للبيت كان تحدياً بحد ذاته، حيث تتطلب معدات الفضاء عادة ألواناً بيضاء أو ذهبية أو سوداء. لكننا نجحنا في النهاية بالعثور على لون يفي بجميع متطلبات العمل في الفضاء».