طوّرت شركة سويدية طائرة بدون طيار (دروناً) بحرياً صامتاً يُمكنه التحرك تحت الماء باستخدام زعانف بدلاً من المراوح التقليدية، مما يجعله غير قابل للكشف بواسطة أنظمة السونار التقليدية. يُعرف هذا الابتكار باسم "نيورد" (Njord)، وهو مستوحى من حركة الدلافين، حيث يمكن استخدامه لأغراض مدنية وعسكرية، من جمع عينات المياه في بحر البلطيق إلى تنفيذ هجمات على السفن المعادية باستخدام الطوربيدات. ابتكار مستوحى من الطبيعة قضى توماس جيمت، مخترع المشروع ومؤسس شركة Dolprop Industries، ساعات طويلة في مراقبة حركة الدلافين داخل أحواض كولماردن بالسويد. والنتيجة كانت تصميم درون بحري يحاكي تمامًا حركة زعانف الدلافين، مما يجعله أكثر هدوءًا وكفاءة في التنقل تحت الماء. ويقول جيمت: "نيورد يعني القدرة على تحقيق السيطرة على البحار، حيث يمكنه التحرك بصمت تحت الماء دون أن يتم اكتشافه." دعم من الناتو وتسريع الإنتاج تم اختيار شركة Dolprop Industries ضمن برنامج DIANA التابع لحلف الناتو، وهو برنامج مخصص لدعم الابتكارات الدفاعية. ومن بين 2,600 شركة من 32 دولة، تم اختيار 74 شركة فقط، من بينها 5 شركات سويدية، للحصول على الدعم لتطوير التكنولوجيا وإطلاق الإنتاج. ويقول جيمت: "لقد سرّع هذا البرنامج من تطوير نيورد بشكل كبير، وسيساعدنا في الانتقال إلى مرحلة الإنتاج قريبًا." تفوق استراتيجي عسكري تزايد الاهتمام بتكنولوجيا الدرونات البحرية بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث تمكنت أوكرانيا من إغراق العديد من السفن الحربية الروسية باستخدام درونات بحرية. ومع ذلك، فإن معظم هذه الدرونات تصدر ضوضاء وتكون مرئية بسهولة، مما يجعلها عرضة للكشف والتدمير. على النقيض، أظهرت الاختبارات التي أجرتها هيئة تجهيزات الدفاع السويدية (FMV) أن نيورد يعمل بهدوء تام تحت الماء، مما يجعله غير مرئي للسفن وأنظمة السونار، مما يمنحه تفوقًا استراتيجيًا في العمليات العسكرية. هدف بيئي قبل أن يصبح مشروعًا عسكريًا لم يكن الدافع وراء تطوير نيورد عسكريًا في البداية، حيث سعى جيمت إلى إيجاد بديل صديق للبيئة للمراوح التقليدية، التي تصدر ضوضاء تؤثر سلبًا على الحياة البحرية، لا سيما على الثدييات البحرية مثل الحيتان والدلافين. وبعد 15 عامًا من العمل على الفكرة، أصبح نيورد جاهزًا للانتقال من مرحلة البحث والتطوير إلى الإنتاج الفعلي، في خطوة قد تُغيّر مستقبل تكنولوجيا الدفع البحري، سواء في المجال المدني أو العسكري.