في سياق متابعتها للجرائم المستمرة بين عصابات المدينة، نجحت الشرطة في استعادة مسدس قديم تم ربطه بعدة جرائم بالماضي، وذلك عقب القبض على قاتل مأجور يبلغ من العمر 21 عامًا من مدينة مالمو في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، الساعة 10:30 مساءً.وأظهرت التحقيقات أن المسدس الذي تم العثور عليه، وهو من نوع "توكاريف"، كان قد استخدم في عملية سطو في كالمار الشتاء الماضي، وكذلك في سرقة متجر بمدينة هلسنبوري عام 2016 ومحاولة قتل في نفس المدينة في عام 2014. لكن الاكتشاف الأبرز كان ربط المسدس بجريمة قتل وقعت في مالمو عام 2016.وفي تصريح للمدعي العام يوهان هنينغسون، أكد على أهمية هذا الاكتشاف وأوضح أن السلاح يمكن أن يكون الحلقة المفقودة في العديد من الجرائم التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة. وأشار هنينغسون إلى أن الأسلحة نادراً ما تبقى في نفس الدائرة الإجرامية وغالباً ما تُرسل إلى أماكن أخرى، ما يجعل البحث عنها تحدياً دائماً.وفي هذا السياق، أكد القاضي ماتس بيرجر على أهمية التحقيقات الجارية ووعد بأن تتعامل المحكمة مع القضية بكل جدية، نظراً لأهميتها والتأثير الذي قد تكون له النتائج على الأمان في المدينة.تفاصيل المطاردةفي مساء يوم ذلك، شهدت منطقة نورليدن في مقاطعة كالمار حادثة مطاردة مثيرة. بعد أن لاحظت الشرطة تجمعاً لعدة أشخاص ملثمين، أرسلت دورياتها للتحقق من الوضع. وعندما دخلت سيارة الشرطة إلى الشارع، حاول القاتل المأجور الهروب، ولكن، بسبب تأثير الكحول والحشيش الذي استهلكه، فقد السيطرة على السكوتر الكهربائي الذي كان يقوده. حاول الشرطي تفادي الاصطدام مراراً وتكراراً، لكن دون جدوى. ووفقاً لملاحظات المفتش غابرييل غرونلوند Gabriel Grönlund: "رأيت الشخص على السكوتر الكهربائي يتعثر ويسقط في الحوض العشبي، ورأيت زميله يطير خارج السيارة". واستمرت المطاردة لمدة قصيرة حتى تم القبض على القاتل المأجور بعد حوالي ثلاثين متراً".من جانبه، أكد القاضي ماتس بيرجر أن المحكمة ستعقد جلسات متعددة للوقوف على كافة تفاصيل الحادثة والتحقيق في الأمور المتعلقة بالقضية، مشيراً إلى أن القضية تُعتبر من القضايا الكبيرة التي تحظى بمتابعة واهتمام الرأي العام.آلاف الأثار في انتظار ربطها بأسلحتهايواجه مختبر الشرطة السويدية NFC تحدياً كبيراً في محاولة كشف الغموض الذي يكتنف الجرائم التي ارتكبت باستخدام الأسلحة النارية منذ عام 1985. ويحتفظ المختبر بآلاف الآثار، بما في ذلك الغلافات الفارغة والرصاص، التي تحمل علامات فريدة قد تربط بالأسلحة التي استخدمت في تلك الجرائم.وصلت هذه الأثار إلى حوالي 3500 أثر في سبتمبر/ أيلول 2023، وكل منها يعتبر فريداً بما يكفي ليُظهر السلاح المستخدم. ومع ذلك، الشرطة ما زالت تواجه صعوبة في تحديد العدد الدقيق للأسلحة التي يمكن ربطها بتلك الآثار.وأوضحت ميرجا لينز توربيورنسون Mirja Lenz Torbjörnsson، مديرة المجموعة المنوطة بالأسلحة في NFC لينكوبينغ: "نحن نتحدث عن أكثر من 3000 سلاح أو حتى 1000 سلاح فقط، حسب الأدلة التي قد تظهر مع ضبط الأسلحة المستقبلية".كما تم تسليط الضوء على بعض الجرائم المرتبطة بسلاح توكاريف، بما في ذلك جريمة قتل في مالمو ومحاولات سرقة في كالمار وهلسنبوري. من الجدير بالذكر أن بعض هذه الجرائم لا تزال محل تحقيق، بينما أغلقت الشرطة بعضها الآخر دون إصدار حكم نهائي.ويأمل المختبر في أن تساعد التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل في فك ألغاز هذه الجرائم وربط الأثار بالأسلحة المستخدمة بشكل أكثر دقة.