كاتب ومحرر ومنشئ محتوى - خريج قانون، ماجستير قانون دولي عام من الجامعة الإسلامية في بيروت، وماجستير قانون دولي إنساني من الجامعة الافتراضية السورية. عمل مع عدد من الصحف والمجلات العربية ودور النشر في أوروبا والعالم العربي. 

small_orwa.jpg

thumbnail_orwa.jpg

عروة درويش

أجرت مجلّة Språktidningen استطلاعاً فريداً من نوعه في السويد، عن الكلمات الأكثر بشاعة. وكانت نتيجة الاستطلاع مذهلة في بعض النواحي، سواء تلك المتعلقة بالاختلاف بين الأجيال فيما بخصّ بعض الكلمات، أو حتّى الاختلاف في تصنيف الكلمات إن كانت بشعة وفقاً للانتماء السياسي، فالمتطرفون يرون كلمات أبشع من تلك التي يراها غير المتطرفون. لهذا تواصلتُ مع أندرس سفينسون Anders Svensson، رئيس التحرير والناشر المسؤول في مجلّة Språktidningen لتقديم الموضوع من زوايا تهمّ متابعي "أكتر" بشكل أكبر.<h2 style="text-align:right;">صدعٌ ثقافي يتطوّر</h2>كما قلتُ، هناك فجوة بين الأجيال في تصورات كلمة N التي تعني في أصلها كلمة "عبد"، (وكان الأوروبيون يستخدمونها للدلالة على سود البشرة)، وبعض المصطلحات الأخرى، لكن بالنظر إلى هذه الفجوة التي باتت واضحة في الاستطلاع، هل يمكن أن نستنتج بأنّها قد تعكس، ولو عن غير قصد، صدعاً ثقافياً أو أيديولوجياً أوسع في المجتمع السويدي؟ وربّما الأهم، وخاصة مع الاختلاط الأكبر الذي يشهده المجتمع السويدي اليوم، هل يمكن أن يتطّور هذا الصدع في السنوات القادمة؟يقول أندرس محاولاً التوصّل إلى نتيجة عبر تحليل منطقي للنتائج: «اللغة تتطوّر باستمرار، لذا سيكون هناك دائماً نوع من الصدع بين الأجيال، بين الأشخاص ذوي وجهات النظر السياسية المختلفة وما إلى ذلك. عندما يتعلق الأمر بكلمة "N"، فمن المحتمل أن ينقرض هذا الصدع في غضون العقود القليلة المقبلة، حيث ينشأ الشباب السويدي في مناخ تعتبر فيه الكلمة من المحرمات إلى حد ما. ومع ذلك، فإن النقاش حول الكلمات المناسبة للاستخدام على الأرجح لن ينتهي أبداً. سيكون هناك دائماً أشخاص يطالبون بالحق في استخدام كلمة ما ولا يعترفون بأنها تشهيرية للآخرين».يتابع أندرس تحليل الأمر بأنّ اللغة وبعض الكلمات ليست بالضرورة من أجل الاستخدام العادي، بل هي تعبّر عن عقيدة ما، بغض النظر عن وجود بدائل لها أو الحاجة لها في الكلام. «أودّ أن أقول أنّه لا أحد "يحتاج" إلى كلمة "N" اليوم. لكنّ بعض الناس ما زالوا يشعرون أنهم بحاجة إلى الحق في أن يتمكنوا من قول ذلك. ومن خلال عدم الامتثال لما يعتبره الآخرون من المحرمات في اللغة، فإن استخدامهم لكلمة معينة يمكن أن يعكس وجهة نظر أيديولوجية».<h2 style="text-align:right;">العنصرية ضدّ المهاجرين كمحرّك</h2>يشير الاستطلاع إلى وجود اختلافات كبيرة في الآراء بين المتعاطفين مع الأحزاب السياسية، وخاصة بين أنصار الديمقراطيين السويديين وأنصار حزب اليسار. فهل من الممكن أن الانتماءات السياسية هي المحرك الأساسي لهذه التصورات المختلفة، أم أن عوامل أخرى مثل التعليم واستهلاك وسائل الإعلام تلعب دورا أكثر أهمية؟ بالإضافة إلى ذلك، هل يمكن أن تعكس هذه الآراء المختلفة العنصرية الكامنة ضد المهاجرين بين بعض المشاركين؟<figure class="image image_resized" style="width:75%;"><img src="https://cdn.aktarr.net/pexels_koolshooters_7327757_b44a491c13.jpg"><figcaption>هناك صدع ثقافي بين الجيل الشاب والأكبر</figcaption></figure>بالنسبة لأندرس، هذا أمر محتمل ولا يمكن استبعاده، خاصة أنّ العديد من الكلمات يمكن ربطها بالموقف السياسي من المهاجرين: «أعتقد أنّه من المحتمل جداً أن تكون الانتماءات السياسية هي السبب وراء بعض الخلافات التي كشف عنها هذا الاستطلاع. يمكن ربط العديد من الكلمات التي تعتبر لغة بذيئة بالمواقف تجاه المهاجرين».يضيف أندرس حالة عبّر عنها الاستطلاع، لا يمكن تفسيرها بغير الاتجاه القومي المتطرّف واعتبار الأشخاص أنفسهم منفصلين عن المهاجرين ولا يشاركونهم شيئاً. يقول: «أجد أنه من المثير للاهتمام أن ناخبي "ديمقراطيو السويد" هم وحدهم تقريباً في تصورهم لكلمة "svenne" باعتبارها كلمة بذيئة بشكل خاص. وهو يرمز في سياقه إلى نوع من العنصرية المعكوسة حيث تمثل كلمة "svenne" المواقف السلبية تجاه السويديين الأصليين. ولا يبدو أن الناخبين الآخرين يشاركون هذا الرأي إلى حد كبير. لذلك أجد أنه من المحتمل أن يعكس هذا موقفًا أكثر سلبية تجاه المهاجرين بين ناخبي "ديمقراطيو السويد"».<h2 style="text-align:right;">هل تعني هذه «البذاءة» المهاجرين؟</h2>يبدو الحديث عن الكلمات السويدية "البذيئة" بالنسبة للكثير من المهاجرين أمراً لا يعنيهم، فهم من ناحية لا يحملون الإرث الثقافي الذي لدى السويديين، والذي يجعلهم ينظرون إلى كلمة ما كونها جيدة أو بذيئة، ومن ناحية أخرى غير قادرين على فهم سياقات هذه الكلمات.ربّما إعطاء مثال كلمة "N" تفي بالغرض. فمعظم المهاجرين، وخاصة القادمين من آسيا وإفريقيا، لا ينتمون ثقافيين إلى العرق الأبيض الذي كان في بداية القرن الماضي يستعمر آسيا وإفريقيا، ويطلق على سود البشرة كلمة "عبد". لهذا قد يرى هؤلاء الكلمة كأنها إهانة لهم، ولكن لن يعتبرونها تعالياً إذا هم قالوها.يقول أندرس معلّقاً على هذا الأمر: «ن فهم الجوانب الثقافية والسياقية للغة أمر صعب وصعب للغاية، ولكي أكون صريحاً، أعتقد أنّه من الصعب جداً تدريسه أيضاً. لأنّ هذه ليست قيماً مشتركة تماماً بين السويديين. ما هو مسيء لشخص ما يمكن أن يكون إيجابيا لشخص آخر».لكن كيف يمكن للمهاجرين أن يفهموا إذاً هذه الكلمات ومعانيها؟ يضيف أندرس: «لا أعتقد أن هناك أي برنامج لغة في العالم يمكنه إعداد أي شخص لكل تلك المواقف. سوف تتعلم على الأرجح من ردود أفعال الآخرين تجاه كلمات معينة، ومن متابعة النقاش السياسي، ومن المشاركة في المجتمع. ولكن بشكل عام، وكقاعدة عامة، يميل السويديون إلى أن يكونوا ليبراليين إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بالكلمات البذيئة التقليدية الناشئة عن الدين. ومع ذلك، فإن اللغة المسيئة التي تتناول العرق أو الجنس أو النوع الاجتماعي ستكون في كثير من الحالات أكثر إثارة للجدل».

الكلمات البذيئة في السويد

large_الكلمات البذيئة في السويد

medium_الكلمات البذيئة في السويد

small_الكلمات البذيئة في السويد

thumbnail_الكلمات البذيئة في السويد

منوعات

أخبار-السويد

مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، تتحوّل منازل كثيرة إلى بيئة خانقة، ويزداد الاعتماد على المراوح وستائر النوافذ، ما يجعل النوم في الليالي الحارة أكثر صعوبة. غير أن هناك حلولاً أبسط وأكثر فاعلية يمكن أن تساهم في تلطيف أجواء المنزل دون الحاجة إلى تركيب أنظمة تكييف الهواء.

large_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

medium_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

small_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

thumbnail_sdlyOwM2PuUnG4-nh.jpg

أعلنت الحكومة السويدية، بدعم من حزب ديمقراطيو السويد (SD)، عن حظر استخدام بندقية "AR-15" في الصيد، على أن تُمنح البنادق التي ستُسحب من السوق إلى أوكرانيا، وفق ما كشف عنه وزير العدل غونار سترومر في مؤتمر صحفي اليوم.

طالب عدد من مالكي سيارات تسلا في السويد بالسماح بإجراء تجارب على السيارات ذاتية القيادة داخل مدينة ستوكهولم، لكن بلدية المدينة رفضت الطلب حتى الآن.

large_المياه (2).png

medium_المياه (2).png

small_المياه (2).png

thumbnail_المياه (2).png

ارتفع عدد الجهات المهتمة بشراء شركة Northvolt إلى خمس جهات أجنبية، وفق ما أفاد به القيّم على الإفلاس ميكائيل كوبو اليوم.

large_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

medium_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

small_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

thumbnail_sdlSQEwRNZCuxE-nh.jpg

اقتصاد

عثرت الشرطة على رجل مسن ميتاً داخل بئر في منطقة ريفية بمدينة هوغانيس، حسبما أعلنت في بيان صحفي اليوم السبت.

large_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

medium_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

small_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

thumbnail_sdlv8MZzX_uiqY-nh.jpg

عانى مئات الآلاف من الأشخاص في ڈ من أنواع مختلفة من الفوبيا، كخوفهم من الثعابين والعناكب والمرتفعات والظلام. لكن ما أكثر هذه المخاوف انتشاراً؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

large_woman-7084827_1280.jpg

medium_woman-7084827_1280.jpg

small_woman-7084827_1280.jpg

thumbnail_woman-7084827_1280.jpg

تشهد إسبانيا موجة حر شديدة غير مسبوقة، من المتوقع أن تستمر لأربعة أيام على الأقل، ما دفع وزارة الخارجية السويدية (UD) إلى إصدار تحذير عاجل لمواطنيها المتواجدين هناك، خاصةً السياح الذين يقضون عطلتهم الصيفية.

large_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

medium_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

small_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

thumbnail_250628-europavader1-d176a36d-a001nh.jpg

أخبار-العالم

لقيت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات مصرعها بعد أن عُثر عليها مساء الجمعة فاقدة للوعي في بركة مياه. ورغم نقلها سريعاً إلى المستشفى، لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها، وأُعلن عن وفاتها خلال الليل.

large_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

medium_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

small_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

thumbnail_sdl1mignEhEfdI-nh.jpg

خبيرة نفسية تحذّر: "قد تفسد لحظات الاسترخاء المنتظرة" وتقدّم نصائح فعّالة لتفادي خيبة الأمل



large_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

medium_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

small_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

thumbnail_sdlOJp8l7aMwBo-nh.jpg

كشفت مصادر لراديو Ekot السويدي أن الحكومة البيروفية قررت شراء 24 طائرة مقاتلة من طراز JAS Gripen من شركة Saab السويدية.

large_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

medium_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

small_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

thumbnail_sdlMwOjHHSgnBU-nh.jpg

سياسة

كشفت الشرطة السويدية عن صور وتفاصيل جديدة تتعلق بجريمة إطلاق النار الجماعية التي وقعت في مدرسة "ريسبيرشكا" بمدينة أوربرو، وراح ضحيتها عشرة أشخاص، في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده السويد في تاريخها الحديث.

أخر تحديث Jun 27, 2024, 14:46 PM

الكلمات الأكثر «بذاءة» في السويد وكيف يؤثر كونك عنصري على الكلمات

أخبار ذات صلة

المزيد