أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السويد إلى صعوبات متزايدة لدى العديد من الأسر، ما انعكس بشكل مباشر على أوضاع التلاميذ في المدارس، وخاصة في المناطق ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأضعف. في مدرسة هيرتسوسكولان بمدينة لوليو، لاحظ الطاقم في مطبخ المدرسة أن الطلاب يكونون أكثر جوعاً أيام الاثنين والجمعة. ويفسّر الطهاة ذلك بأن بعض الأطفال لا يحصلون على ما يكفي من الطعام خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال ماتس فرانك، الطاهي في مطبخ المدرسة: «نوفر دائماً الأرز أو المعكرونة أو البطاطا المقلية في بداية ونهاية الأسبوع، حتى يتمكن الأطفال من تناول كميات كافية من الطعام. من الواضح أن بعض الأطفال لا يحصلون على ما يكفي خلال عطلة نهاية الأسبوع، فالوضع الاقتصادي لدينا أصعب من كثير من المناطق الأخرى». الإفطار المموّل محلياً يسد فجوة غذائية تقدّم المدرسة كذلك وجبة إفطار مجانية كل اثنين وجمعة، وذلك بفضل دعم شركة محلية، وهو ما يُعدّ مهماً للكثير من الطلاب. وقال الطالب في الصف التاسع، ماتيووس أوبغاتزيون: «الأكل هنا مجاني، لذلك لا يكون مكلفاً كما لو أكلنا في المنزل أو اشترينا شيئاً بعد المدرسة. نعم، أكلت كثيراً، إنه مجاني ولذيذ». بدورها، شدّدت الطالبة في الصف الثامن، ميليسا بيرغستيدت، على أهمية توفير الطعام المجاني في المدرسة، قائلة: «من المهم جداً تناول الطعام، والأسعار أصبحت مرتفعة للغاية. من الرائع أنه مجاني». اقرأ أيضاً: أرباح ضخمة تجنيها الدولة من الغذاء – ووزيرة المالية تلتزم الصمت ارتفاع مستمر في أسعار الغذاء ووفقاً لبيانات قطاع الصناعات الغذائية، فإن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 20% خلال السنوات الأخيرة. وفي شهر فبراير وحده، سجّلت زيادة بنسبة 3.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويقول ماتس فرانك إن ميزانية مطبخ المدرسة تأثّرت بدورها بهذا الارتفاع، ما يتطلّب إيجاد حلول إبداعية للتوفيق بين الاحتياجات والإمكانات، مضيفاً: «نقوم بدمج ما هو متوفر في البرادات والمجمّدات مع تقليل المشتريات، ونخلط بين البروتينات النباتية والحيوانية». ويؤكد فرانك على أهمية تقديم كميات إضافية من الطعام للطلاب في أيام الاثنين والجمعة، مشيراً إلى أن وجبة المدرسة قد تكون الوجبة الرئيسية لبعض الأطفال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسرهم. وقال في ختام حديثه: «أعتقد أن الكثير من العائلات تعيش على هامش اقتصادي ضيق جداً، لذا تصبح الوجبة المدرسية أكثر أهمية من أي وقت مضى».