انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في السويد دعوة لمقاطعة المتاجر الكبرى خلال الأسبوع 12، في خطوة احتجاجية على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويهدف هذا التحرك، الذي لاقى انتشاراً واسعاً، إلى الضغط على المتاجر الكبرى، ودفعها إلى خفض الأسعار. طالبة سويدية تقود حملة المقاطعة من بين الداعمين للمبادرة، الطالبة فيليبا ليند، التي سلطت الضوء على المقاطعة عبر تطبيق تيك توك، مؤكدة أن الفكرة تعكس استياءً واسعاً بين المستهلكين. وقالت ليند: «من المهم بالنسبة لي أن أدافع عن أولئك الذين قد لا يملكون منصة للتعبير عن آرائهم. الجميع يسمع عن الأوضاع الصعبة، لكنني أعتقد أن الناس سئموا من التقليل من شأن خطورة الوضع». وأوضحت أن الفكرة لا تعني التسوق بكميات كبيرة مسبقاً، بل تعتمد على الاكتفاء بما هو متوفر في المنازل أو الشراء من المتاجر الصغيرة لدعمها. وأضافت: «لا أعلم إن كانت هذه المقاطعة وحدها ستحدث فرقاً، لكن إذا أصر الناس على اتخاذ إجراءات أخرى أيضاً، فأعتقد أن التأثير سيكون واضحاً. إذا شعرت المتاجر الكبرى أنها تخسر أرباحها، فستضطر في النهاية إلى اتخاذ موقف». اقرأ أيضاً: تدفع أكثر وتحصل على أقل.. ظاهرة تقلص المنتجات دون خفض الأسعار تنتشر في السويد مؤثرة في مجال الطعام: "هناك إحباط بشأن الغذاء والمال" من جهتها، علّقت المؤثرة في مجال الطعام جيني فرنبرغ، التي نشرت عن المبادرة عبر حساباتها، بأن أسعار المواد الغذائية باتت تشكل عبئاً كبيراً على المستهلكين. وقالت: «من خلال تجربتي، أصبحت الأسعار والتكاليف جزءاً أساسياً من نقاشات الناس حول الطعام. لم يعد الأمر سهلاً كما كان في السابق، فالناس يشعرون بالحزن والاستياء عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على تحمل تكاليف المعيشة». ورغم أنها لم تتخذ موقفاً شخصياً من المقاطعة، فإنها ترى أن المبادرة تستحق الاهتمام، مضيفة: «أعتقد أنها فكرة رائعة، وأود تسليط الضوء عليها لأنها تمس الجميع في السويد». اقرأ أيضاً: دعوات لمقاطعة كبرى سلاسل الغذاء في السويد تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قطاع تجارة التجزئة: "نتفهم القلق" من جهتها، علّقت كارين برينيل، المديرة التنفيذية لمنظمة سفينسك داغليفاروهاندل، التي تمثل كبرى متاجر التجزئة في السويد، قائلة إن الشركات تدرك مخاوف المستهلكين بشأن ارتفاع الأسعار، لكنها أكدت أن الأمر خارج عن سيطرة المتاجر الكبرى. وأوضحت في حديثها لقناة TV4 Nyheterna: «نحن أيضاً قلقون من ارتفاع الأسعار، لكن الاعتقاد بأن السبب هو متاجر التجزئة غير دقيق. هناك عوامل خارجية تسببت في ذلك، مثل الحرب في أوكرانيا، وضعف الكرون السويدي، والتغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل الزراعية». وأضافت أن متوسط هامش الربح لمتاجر الأغذية الكبرى في السويد لا يتجاوز 2.5%، وأن بعض المتاجر تسجل خسائر فعلية بسبب انخفاض هامش الربح وارتفاع التكاليف. وختمت بالقول: «حتى لو قررت المتاجر بيع المنتجات بسعر التكلفة، فلن نتمكن من العودة إلى الأسعار التي كانت سائدة قبل عامين».