كشفت الشرطة السويدية عن تفاصيل صادمة تتعلق باستغلال جنسي منظم داخل صالونات للمساج في مدينة مالمو، حيث عملت نساء في تقديم خدمات جنسية مقابل أجور زهيدة للغاية، بلغت في إحدى الحالات 4 كرونات فقط في الساعة. وتوصلت الشرطة، بعد مداهمة أحد صالونات المساج في مالمو، إلى وجود أدلة دامغة على ممارسة الدعارة، من بينها العثور على آثار من السائل المنوي تعود إلى 33 رجلاً مختلفاً، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية. وأسفرت التحقيقات عن إدانة امرأة كانت تدير الصالون بالسجن ثلاث سنوات بتهم تتعلق بالقوادة الجسيمة واستغلال البشر، كما صدرت أحكام بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامات مالية بحق خمسة رجال من زبائن الصالون بتهمة شراء خدمات جنسية. وبحسب منظمة NOOMI، وهي جهة غير ربحية تعمل مع النساء في قطاع المساج التايلندي، فإن مدينة مالمو وحدها تضم حوالي مئة صالون مساج تايلندي، ويُشتبه في أن عدداً كبيراً منها يقدّم خدمات جنسية تحت غطاء المساج. وقالت مديرة المنظمة، يوزفينا زاديغ:"الأمر لا يتعلق بطلب على خدمات التدليك، بل بطلب على الخدمات الجنسية. هذا هو ما يحرك السوق". أجور متدنية للغاية ورغم هذا الاستغلال الواسع، تشير التحقيقات إلى أن العديد من النساء لم يحصلن على أي تعويض يُذكر مقابل بيع أجسادهن، إذ تبين أن إحدى النساء لم تتقاضَ سوى 250 كرونة مقابل 32 زبوناً، ما يعادل 4.46 كرونة في الساعة فقط. وتوضح زاديغ أن العديد من النساء لا يدركن حجم استغلالهن بسبب معاناتهن من اضطراب ما بعد الصدمة، ما يصعّب عليهن رواية ما حدث معهن، خاصة وأن الأمر قد يسبب لهن صدمة جديدة. تحوّل في تعامل السلطات في السابق، كانت السلطات تركّز على توقيف النساء والتحقق من إقامتهن القانونية، ما كان يُعتبر نوعاً من العقوبة. لكن وفقاً للشرطة، فإن التحول نحو التعامل مع النساء كضحايا للجريمة بدلاً من مجرّد مخالفات للهجرة، ساهم بتحسين جودة التحقيقات وتعزيز الأدلة. وقالت منسقة مكافحة الاتجار بالبشر في شرطة جنوب السويد، ليندا إرهورن:"عندما يتم وضع شخص في مركز احتجاز، يمكن أن يشعر أنه يتعرض للعقاب. لكن عندما يكون ضحية، يجب أن يُنقل إلى رعاية الخدمات الاجتماعية، مثل المساكن المحمية". قضايا جديدة في الطريق وتوقعت إرهورن أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من لوائح الاتهام في قضايا مشابهة، موضحة أن الشرطة تعمل على عدة تحقيقات حالياً، حيث تبدو المؤشرات إيجابية. وأضافت أن الشرطة عززت تدريب كوادرها على التعرف إلى مؤشرات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، مشيرة إلى أن تبني "وجهة نظر تركز على الضحية" يساهم في كشف المزيد من القضايا.